الجزائر

عندما يبرئ ناتنياهو هتلر!



عندما يبرئ ناتنياهو هتلر!
ناتنياهو يؤسس لقراءة جديدة لتاريخ النزاع العربي الإسرائيلي ويبدو أنه يريد تبرئة أحفاد ”هتلر” ويريحهم من حمل مسؤولية جرائمه التي أثقلت كاهلهم قرابة القرن.ناتنياهو قال إن هتلر لم يكن ينوي قتل اليهود وإنما حاج أمين حسين مفتي القدس وقتها (قبيل الحرب العالمية الثانية) هو من أوحى لهتلر بهذه الفكرة الجهنمية التي راح ضحيتها الملايين من اليهود في المحارق النازية والتهجير القسري.ناتنياهو يقول إنه وقتها كان هتلر يفكر فقط في تهجيرهم وليس إبادتهم. ولكن مفتي القدس هو من اعترض على ذلك وقال لهتلر: ”إنك عندما تطردهم سيأتون هنا (إلى فلسطين)”. فرد هتلر خلال اللقاء الذي جمعه بالحسين في بداية الحرب العالمية: ”ماذا أفعل بهم؟” فرد الحسين: ”أحرقهم!!”.وإن كانت مؤرخة إسرائيلية، كذبت ادعاء ناتنياهو، فإن خرجة هذا المجرم ليست أبدا بالبريئة، فإما أنها رسالة للمضي في تهويد القدس، أين قال أمام المؤتمر الصهيوني كلمته هذه، أو دعوة للقيام بمحرقة في حق الفلسطينيين الذين يواجهون هذه الأيام إسرائيل بانتفاضة جديدة. أم إنها عملية فرز يفرضها منطق ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من صراع، ومن مخاض فرضه النظام العالمي الجديد الذي تسوق له أمريكا هناك. أين لا يمكن لإسرائيل أن تكون في الجبهة المعادية لألمانيا ولا بأس أن يركز ناتنياهو وإسرائيل على عدو واحد، العرب! ولا بأس أن يسقط كل التهم التاريخية الحقيقية والملفقة التي ألبسها المنتصرون لهتلر والنازية.لم يقل ناتنياهو، أو هتلر إسرائيل الجديد، ماذا سيفعل بكل كتب التاريخ وروايات الناجين من المحارق، وكل إرث المرحلة الذي بنيت عليه إسرائيل؟ وهل سيحرر أوربا من عقدتها حيال اليهود، هذه العقدة التي ما زالت إسرائيل تتاجر بها وتلزم من خلالها الغرب على إلتزام الصمت أمام كل جرائمها المقترفة منذ قرابة السبعين سنة في حق الفلسطينيين؟العرب وحدهم المجرمون إذا، والفرصة مواتية لتلبسهم كل مآسي البشرية، وليرتاح الغرب من ثقل حمل تآمره مع هتلر ضد اليهود، وليتركز الصراع فقط مع العرب لتدميرهم، خاصة وأن ما جرى أمس على الجبهة السورية أخلط حسابات أمريكا وحليفتها إسرائيل، فقد انجلى الخطر في سماء سوريا، حتى أن الأسد الذي بقي حبيسا لأزيد من أربع سنوات خرج أمس، وزار لأول مرة موسكو، منذ اندلاع الأزمة السورية. هذه الزيارة التي فاجأت الجميع، وأولهم أردوغان الذي كثيرا ما توعد الأسد بالويل، وها هو يهاتف بوتين ليس فقط مستفسرا عن الزيارة وإنما مستغلا الفوضى العامة ليقنع بوتين بأن الأكراد ”البي كاكا”، هم أيضا إرهابيون ووجب قتالهم!زيارة الأسد أخلطت أولا أوراق ناتنياهو الذي بذل جهدا خرافيا في تأجيج الأزمة السورية ودعم الإرهابيين هناك واستقبال آلاف الجرحى منهم للعلاج في مستشفيات إسرائيل، على طمع إسقاط النظام السوري وقيام نظام صديق موال لإسرائيل، لتنعم إسرائيل بالسلام، فالأسد استرجع قوة نظامه بتدخل روسيا في الحرب وتدميرها لنسبة كبيرة من قوة داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، وهو ما أفسد المخطط الإسرائيلي-الأمريكي ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنعم فيه إسرائيل بالسلام وتكون قائدا لبلدان المنطقة.فهل أحس ناتنياهو أن ما تقوم به روسيا في سوريا أبعد حلمه في بناء إسرائيل الكبرى، فراح يهذي ويسقط عن هتلر مسؤولية جرائمه ويلبسها للعرب وحدهم.ويعود اسم هتلر مكرما في العرب وتصير النساء تطلق على مواليدهن الجدد اسم ”أدولف” الذي صار شتيمة واختفى نهائيا من سجلات الحالة المدنية في أوروبا!!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)