الجزائر

عندما تتحول البطاطا إلى همّ وطني



عندما تتحول البطاطا إلى همّ وطني
في 1999 عندما التقيت ببوتفليقة في حصة تلفزيونية مباشرة بمناسبة السباق نحو الرئاسيات وطرحت عليه سؤالا متعلقا بسعر الكيلو بطاطا، والتي كان سعرها آنذاك ب 20 دج، أجابني أن سعرها 30 دج، لم أكن أتوقع أن يرسخ السؤال في أذهان الكثيرين والكثيرات وبشكل مثير للالتفات، وهذا إلى يومنا، أي بعد مرور 10 سنوات والسؤال لازال عالقا بالأذهان·· وتحولت البطاطا في الجزائر إلى قضية، وإلى قضية مركزية، فسعرها لم ينخفض أو يتراجع، ولم يثبت في مكانه، بل ظل في صعود غير محدود وغير مبرر·· هل معقول أن يصل سعر كيلو بطاطا اليوم إلى 140 دج؟! من الذي يقف وراء هذا الإرتفاع المجنون لأسعار المواد الأساسية والمتعلقة بحياة المواطن؟! وأذكر أنني عندما جددت السؤال في الإنتخابات الرئاسية لعام 2004 على بوتفليقة، صمت للحظات، ثم أجاب 40 دج، لكن هذا السعر سينخفض أو انخفض·· وبالفعل انخفض لوقت قصير ثم ارتفع إلى ما كان عليه·· تحولت البطاطا أكثر أهمية من باقي القضايا السياسية والمتعلقة بالمصير الكبير للبلد مثل الإنتخابات وأصبحت الدال الأساسي على مصداقية السياسة في الجزائر·· ألا يدعو ذلك إلى الحزن لأن تطغى قضية البطاطا على باقي القضايا؟! هل يعني ذلك تراجعا مهولا عن ما كنا عليه! إن صعود البطاطا إلى الواجهة كقضية مركزية في انشغالات المواطنين تدعونا إلى إعادة التفكير في مسائل وسياسات شتى تم اختيارها وتقديمها كأشكال حلول للأزمة التي لازلنا نعاني منها على أكثر من صعيد·· وفي الوقت نفسه ينبهنا لخطورة الوضع الإجتماعي المرشح للإنفجار إذا ما تمادينا في تجاهل مثل هذه المسائل التي تهم رأسا المواطن بالدرجة الأولى··


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)