الجزائر

عن مزالي حمادي الجبالي والنخوة التي ذهبت الجدير بالذكر


استوقفتني كثيرا المقابلة التي أجراها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي صاحب قناة الحقيقة التي تبث من لندن مع السيد محمد مزالي رئيس الحكومة التونسية الأسبق الذي فر من بلده أواخر حكم الرئيس الحبيب بورقيبة رحمة الله عليه وسلك في طريقه الحدود البرية ليصل إلى الجزائر راجلا من دون أن يكون على دراية بأن تلك الحدود قد زرعتها فرنسا الاستعمارية بالألغام المضادة للأشخاص، وقد أخبره بذلك المرحوم محمد الشريف مساعدية الذي كان رئيسا للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني حينها ... ما شدني في هذه المقابلة هو الموقف النبيل الذي اتخذته السلطات الجزائرية تجاه محمد مزالي الذي ظل يثني عليها ويعترف لها بالجميل الذي قدمته له ... إنها إغاثة الملهوف وإجارة المستجير وحمايته وهي قيم نبيلة ما زالت راسخة لدينا وشيم نتمنى أن تظل متأصلة فينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... استقبل السيد مزالي من طرف السيد الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية وقتها ووفر له كل ما يحتاجه من أجل السفر إلى سويسرا وبقي السيد محمد مزالي ذاكرا لهذا الجميل ومعترفا بهذه الشهامة منقطعة النظير.
لقد كان بإمكان السلطات الجزائرية القبض على رئيس الحكومة الهارب بجلده وإعادته إلى تونس من أجل محاكمته أو القضاء عليه ... وأنا على يقين من أن السلطات الجزائرية الحالية ستفعل نفس الأمر لو أن رئيس الحكومة التونسية الحالي حمادي الجبالي استجار بها ولجأ إليها إذ لن تسلمه بأي حال من الأحوال لطالبيه منها... المهم كان الله في عون آخر رئيس في عهد العقيد معمر القذافي الذي استجار من الرمضاء بالنار ... وكل عام وجزائرنا شامخة ..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)