يرمي المعرض الدولي ''التراث الشفوي واللامادي في البلدان الإسلامية'' إلى التعريف بالتراث الإسلامي غير المادي والدور الكبير الذي لعبته الجزائر للاعتراف به من قبل المجتمع الدولي، والأكثر من ذلك التحسيس بأهميته لدى الجمهور. المعرض افتتح -مؤخرا- بمتحف الفنون وتاريخ تلمسان بحضور ثمان وعشرين دولة وسيختتم نهاية نوفمبر المقبل.
انطلق حفل الافتتاح بعد أن طاف الحضور بمختلف أجنحة المعرض والذي أبرز التراث الشفاهي بالبلدان الإسلامية من خلال لوحات استخدمت فيها التقنيات السمعية البصرية إضافة إلى حضور بعض الفرق التي أدت عروضا فنية مباشرة تتعلق بـ''التراث الثقافي غير المادي''، الذي يعرف وفقا للتعريف الوارد في اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، مجمل الإبداعات الثقافية، التقليدية والشعبية، المنبثقة عن جماعة ما والمنقولة عبر التقاليد، ومنها مثلا اللغات والقصص والحكايات والموسيقى والرقص وفنون الرياضة القتالية والمهرجانات والطب وفن الطبخ.
ضم حفل افتتاح المعرض الذي أشرف عليه كل من عبد الحميد بن بليدية، المنسق العام لتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ومحمد جحيش، رئيس دائرة المعارض، عروض فنية استمتع من خلالها الجمهور بموروث تراث أهليل من الجزائر والمقام العراقي من بلاد الرافدين وشاشمقام من مناطق طاجاكستان وأذربيجان وأتبعت بعروض السيرة الهلالية من مصر وغيرها.
حرص القائمون على المعرض على اختيار روائع التراث الشفاهي وغير المادي بالعالم الإسلامي والمسجل لدى اليونسكو كتراث إنساني ويتم اختيار أحد الممتلكات ليصبح جزءاً من التراث العالمي بعد قيام البلد المعني أولا بإعداد قائمة مؤقتة يُضمنها أهم المواقع الثقافية والطبيعية الواقعة داخل أراضيه، وهذه مرحلة هامة لأن لجنة التراث العالمي لا يمكنها أن تدرس أي اقتراح بإدراج موقع ما إن لم يكن وارداً بالفعل في القائمة المؤقتة للدولة، كما أنه يجب أن تتسم هذه المواقع بقيمة عالمية استثنائية وأن تفي بواحد على الأقل من معايير الاختيار.
يذكر أن التراث الثقافي غير المادي يضم الأعراف والعادات والتقاليد الشفوية وممارسة الشعائر والطقوس والدراية، لهذا الغرض؛ استضافت تلمسان ثماني وعشرين دولة تحمل واحدا أو أكثر من روائع التراث الثقافي غير المادي، منها الأيزو المتعدد الأصوات الشعبي الألباني، أهاليل القورارة بالجزائر، التراث الشفهي الجليدي في بنين، الفضاء الثقافي للسوسو بالا في غينيا، قناع الجل في نيجيريا، صناعة القماش من اللحاء في أوغندا، وموسيقى ششماكوم في طاجيكستان، الكاراغوز، وغيرها.
بهدف إستمرارية هذه التقاليد في البلدان الإسلامية؛ قامت منظمة المؤتمر الإسلامي بتصنيف 39 عنصرا من الموروث غير المادي في 28 بلدا معظمهم في إفريقيا وآسيا-.
تسجل الأيام الثقافية للمملكة المغربية حضورا مميزا من خلال معرض للكتاب، يرتقب أن تمنح ثلاثة مائة عنوان لوزارة الثقافة لتوزعه مجانا على المؤسسات التربوية والجامعية حتى يستفيد منها طلبة العلم، كما ستشارك المغرب بمسرحية ''كدت أراه'' وبسهرة فنية مع فرقة صوفية خلال أيامها الثقافية التي انطلقت أول أمس بقصر الثقافة إمامة بتلمسان.
أكد السيد لحسن أولعياض رئيس الوفد المغربي مدير الشؤون الإدارية والمالية بالنيابة ورئيس مصلحة الموارد البشرية بوزارة الثقافة المغربية أن تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« ستعكس لا محالة عمق روابط الصداقة المتينة ووشائج العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأضاف في كلمة افتتاحية -بالمناسبة- أن المغرب يتطلع لأن يشهد التعاون الثقافي بين البلدين قفزة نوعية وطفرة إيجابية لتحقيق عوامل التكامل، وربط جسور التلاقي وتقريب الرؤى وتجسيد العمل المشترك بين الأفراد والمؤسسات الثقافية التي ستساهم في إغناء ثقافتنا الأدبية والفنية والتي من خلالها أو عبرها يمكن أن نتحاور مع الثقافات الأخرى، كما أعرب المتحدث عن أمله في أن يجد الجزائريون في الأيام الثقافية للمملكة المغربية بتلمسان صورة عن التحولات التي عرفها ويعرفها المشهد الثقافي في المغرب عبر فقرات متنوعة من موسيقى مسرح ومعرض للكتاب.
من جهته؛ قال المنسق العام للتظاهرة السيد عبد الحميد بن بليدية إن عراقة ومتانة العلاقة بين الشعبين الجزائري والمغربي اللذين يتقاسمان إرثا ثقافيا مشتركا ثريا ومتنوعا كان دائما يدفعنا إلى تعاون ثقافي مستمر ومستديم، وأضاف أن الجزائر ستعمل في المستقبل على تكثيف وتقوية نشاطات مماثلة بالمغرب حتى يتسنى التعريف بمختلف الإبداعات الجزائرية الفنية والثقافية بهدف توطيد وتمتين العلاقات الثقافية.
وأشار المتحدث إلى أن المغرب كان دائما حريصا على تلبية كل الدعوات الآتية من الجزائر، على غرار احتفالية »الجزائر عاصمة الثقافة العربية« في ,2007 وكل المهرجانات الجزائرية سواء في الموسيقى الأندلسية وموسيقى الديوان والمسرح والسينما وفن التخطيط وغيرها.
وكان افتتاح الفعالية بمعرض للكتاب متواضعا لم يعكس الزخم الكبير للموروث الثقافي للمملكة المغربية ولاسيما التراث المشترك الذي يجمع البلدين، وحسب المتتبعين فإن جل الكتب الحاضرة لم ترق إلى مستوى آمالهم من حيث الأهمية العلمية لتلك المراجع، باستثناء كتاب يطبع لأول مرة عن تلمسان بعنوان ''المناقب المرزوقية'' لابن مرزوق يحمل مادة تاريخية قيمة عن مدينة تلمسان.
ويضم المعرض كتبا في الرواية والسير الذاتية والقصص المسرحية، بالإضافة إلى أبحاث وكتب ودراسات متنوعة وكتب تعنى بالتصوف والفقه الحديث بالإضافة إلى النحو والصرف.
يستعد المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل لتصوير فيلم روائي طويل يحمل عنوان (المسرات والأوجاع) عن رواية للروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي، وهذه العودة للمخرج بعد غياب طويل عن الكاميرا السينمائية التي توقفت منذ آخر فيلم له (الملك غازي) عام ,1990 بعد أن تعطلت عجلتها.
وقال محمد شكري جميل، في حديث مقتضب لـ''ايلاف'': ''سوف يكون لنا حديث آخر عندما تكتمل تفاصيل العمل وسنلتقي فيما بعد للحديث عنه، لكنني أوجز لك ما تريد بالقول أن الفيلم الذي هو عن رواية للراحل فؤاد التكرلي كتب السيناريو له الدكتور ثامر مهدي، وسوف ينتج لمناسبة الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 بتوجيه من وزير الثقافة، وقد حصلت مؤخرا على الموافقات من وزارة الثقافة، ولديّ بعض الوقت للتهيؤ والتحضير للعمل، فأمامي سنة قبل بدء الاحتفالات ببغداد كعاصمة ثقافية، وسأحاول خلال المدة المقبلة من ترتيب ما يخص العمل لأن هذه مسؤوليتي، أنا في الاستعداد، واختيار متطلبات العمل، وسأبدأ بالتصوير بعد الإنتهاء من الاجراءات الادارية، وسوف أصور الفيلم في بغداد حصرا، لأنني لا أحمل كاميرتي إلى خارج العراق، لأنني عراقي.
والرواية التي صدرت عام ,1999 كما يقول الناقد ناطق خلوصي، تنطوي على محاور كثيرة وكبيرة؛ مثل إدانة الحرب وتعرية الفساد الإداري والسياسي، والكشف عن مواطن الخلل المادي والاجتماعي والأخلاقي في الواقع العراقي، في الحقب التاريخية التي دارت فيها الأحداث، لقد حفلت بالصراعات المعلنة والخفية منظورا إليها برؤية التكرلي الفلسفية.
ومحمد شكرى جميل من مواليد بغداد ,1937 درس السينما في المعهد العالي للسينما في المملكة المتحدة، بدأ تجربته سنة 1953 بإنتاج أفلام وثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي في شركة نفط العراق مصوراً ومونتيراً. وعمل في الأفلام السينمائية العالمية (اصطياد الفأر) لبول روثا، وفيلم (عين الثعلب في الصحراء)، وعمل في فيلم الرعب (التعويذة) والذي صور في مدينة الموصل شمال العراق. وعاد إلى العراق وشارك في الاخراج مع المخرج جرجيس يوسف حمد في إخراج فيلم (أبو هيلة) عام .1963 وعمل في المونتاج في الفيلم التاريخي (نبوخذ نصر) الذي أخرجه كامل العزاوي، والذي يعد أول فيلم عراقي ملون، ثم أخرج فيلم (شايف خير) عام ,1968 وأخرج فيلم (الظامئون) عام 1973 والمأخوذ عن رواية الكاتب العراقي عبد الرزاق المطلبي، والذي تدور قصته عن الظمأ والعطش والتخلف التي كانت تسيطر على العراق أنذاك، ثم أخرج فيلمه الكبير (الأسوار) عام ,1979 والذي يبرز المرحلة النضالية للشعب العراقي ووقوفه إلى جانب الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس عام ,1956 واندلاع انتفاضة 1956م بالعراق. أخرج بعد ذلك في عام 1982 فيلم (المسألة الكبرى) والذي شارك بجانب الفنانين العراقيين ممثلون أجانب من ضمنهم الممثل العالمي أوليفر ريد، و''المسألة الكبرى'' الذي يعتبر من أضخم إنتاجات السينما العراقية، وفي عام ,1982 أخرج فيلم (المهمة مستمرة) وهو أول فيلم روائي عن الحرب مع إيران، يمزج بين التسجيلي والروائي متناولاً حادثة حقيقية وقعت لطيار عراقي تصاب طائرته فوق أراضي العدو أثناء تنفيذه لأحد واجباته، مما يضطره للهبوط في الأرض الحرام ومن ثم يبدأ رحلته في البحث عن طريق الخلاص بالعودة إلى أرض الوطن. وأخرج بعد ذلك أفلام: (الفارس والجبل) و(عرس عراقي) و(اللعبة) و(الملك غازي).
كما أخرج عددا من المسلسلات التلفزيونية مثل (حكايات المدن الثلاث) ومسلسل (يا حب.. يا أيها الوجه الغريب)، ومسلسل (السرداب).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : عن ايلاف
المصدر : www.el-massa.com