الجزائر

عن خيانة مفتي المملكة!؟



عن خيانة مفتي المملكة!؟
هل وضع العدوان الصهيوني على قطاع غزة بفلسطين حقا حدا لجرائمه بهذه الهدنة التي تستمر إلى غاية الخميس، أم أنها فقط فرصة لإعادة ترتيب القوى في الصف الإسرائيلي، الذي تلقى هزيمة بالبلبلة التي دبت في صفوفه لرفض الكثير من المجندين تنفيذ الأوامر بتفجير غزة وقتل أطفالها؟!قلت الهزيمة لأن سحب إسرائيل لجيوشها من قطاع غزة بدون شروط، ودون القضاء على سلاح المقاومة وتفجير أنفاق حماس، يعني أن إسرائيل لم تحقق الأهداف التي خاضت العدوان من أجلها، لكن الهدف الحقيقي من وراء الجريمة التي اقترفتها إسرائيل في حق أطفال القطاع، مثلما تفعل في كل مرة، لم يكن لا سلاح المقاومة ولا القضاء على حماس، وإنما هو قتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين، وقتل المزيد من النساء، وتدمير البنية التحتية. فعندما يقارب عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الألفي قتيل، اعرف أن إعلانا لوقف إطلاق النار سيلي ذلك، لأن إسرائيل تكون وصلت إلى الهدف المستتر من ورائه، وهي إحلال الدمار بفلسطين، حيث سيلزم الفلسطينيين سنوات أخرى لإعادة بنائها، وعندما يكتمل البناء وتضمد الجراح، وتعود النساء لخلف ما خسرناه من نسل، تعود إسرائيل للتخطيط لمجازر أخرى ودمار آخر، وهكذا، بحيث تبقى فلسطين تدور في حلقة مفرغة، هذا إذا لم يجبر الآلاف منهم على الهجرة.كلهم يعرفون هذه الخطة الخسيسة لإسرائيل والتي تستهدف منع أي تفوق مادي أو بشري للفلسطينيين على أرضهم، ولذلك يقدم لها حلفاؤها في الغرب المساعدة، ويسارعون لتأييد ما تقوم به من دمار تحت غطاء الدفاع على أمن وسلامة مواطنيها، ويسكت الجميع على الجريمة في حق الإنسانية، في انتظار جرائم أخرى أكثر فظاعة.أن يؤيد الغرب إسرائيل فهذا أمر مفروغ منه، فهو من صنعها، أما أن يمنع مفتي المملكة العربية السعودية حامية الحرمين تنظيم المظاهرات للتنديد بالعدوان على الفلسطينيين بغزة، فهذه خيانة غير مسبوقة، خيانة له تقل فظاعة عن السماح لاستعمال أراضي المملكة منطلقا للطائرات الأمريكية التي دمرت العراق، وخيانة لا تقل بشاعة عن تآمر قطر على مصر وليبيا وسوريا، وتمويل الفوضى فيها تمهيدا لتقسيم هذه البلدان بما يضعفها خدمة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي.لا يوجد أوسخ من الإخوان، إلا التيار السلفي الذي لم يعد يخجل من نفسه وهو يصدر كل يوم فتاوى ضد مصلحة العرب والمسلمين، ويهيئ الشارع العربي لقبول الهزيمة والخنوع أمام الغرب المتجبر الذي يرفض أن يكون للإنسان العربي مكانة بين الأمم، ويستكثر عليه ثرواته وأرضه وحقه في الحياة.نعم مفتي السعودية قال ما قاله الخليفة البغدادي لدولة داعش، فالأول يرفض الخروج في مظاهرات منددة بجرائم إسرائيل ويراها لا فائدة منها، عملا بتوجيه مولاه الملك الذي تآمر مع إسرائيل على القضية الفلسطينية وليس فقط على التنظيم الإخواني حماس، والآخر قال إن اللّه لم يأمره بمحاربة إسرائيل لأن اللّه أمره بقتال العدو القريب، قبل العدو البعيد، أما العدو القريب فهو “المرتدين” والشيعة حسبهم وهم من يستحق القتل، قبل إسرائيل التي تحتل بلد المسلمين وتقتل أطفالهم ونساءهم وتدمر بيت المقدس ثالث الحرمين.نعم العدو القريب أولى بالقتل وأولى بالمعاداة، وعدونا القريب هو هذا المفتي ومولاه خائن القضايا العربية؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)