الجزائر

عن الوجه الآخر ﻟ «جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين»، كتب المؤرّخ محمد حربي:



عن الوجه الآخر ﻟ «جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين»، كتب المؤرّخ محمد حربي:
«إن العلماء بحكم احتكارهم اليوم للقطاع الثّقافي والإيديولوجي، ينظرون إلى الماضي من خلال موقعهم الحاضر ويُحاولون تقديم أنفسهم كملهمين للثّورة (...) فالعلماء لم يتلقّوا الانتفاضة بفرح كبير. فموقف هؤلاء يظهر من خلال ما أجاب به زعيمهم الشّيخ خير الدّين حين طلب منه الشّيخ الحسين الميلي باسم جبهة التّحرير إعانة ماليّة: «... إننا لسنا طرفاً فيما وقع. لقد تحرّكتم وحدكم فادفعوا الثّمن وحدكم». أمّا المؤرّخ الجزائري أحمد نادر، الذي يكنّ تقديراً كبيراً للعلماء ولا يمكن اتّهامه بالتحيّز ضدّهم، فقد قدّم موقفهم كما يلي: (لم ينضم العلماء إلى الثّورة حال قيامها، لم يلتحقوا بها إلاّ بعد محاولات فاشلة وآمال مخيّبة ... إنّ العلماء ينحدرون في أغلبهم من أصل برجوازي وهم بطريقة حياتهم الرّغدة والثّقافة التي يدعونها بورجوازيون. فهل هناك من شبه بينهم وبين أولئك الفلاّحين المعوزّين الذين حملوا السّلاح وصعدوا إلى الجبل؟ وهل بينهم وبين أولئك العصاميين الذين تزعّموا الحركة التّحريرية من مقارنة؟). لقد كانت خشيتهم من جبهة التّحرير كبيرة إلى درجة أنّ زعيمهم الشّيخ الإبراهيمي الذي كان بالقاهرة سوف يحتمي بمصالي، لاتقاء شرّ هذه الحركة النّاشئة والحال أنه لا يشعر نحوه بأي تعاطف».

من كتاب «الثّورة الجزائرية، سنوات المخاض».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)