عملية دهس في قلب لندن

خيّم هاجس العمليات الإرهابية على سكان العاصمة البريطانية لندن بعد إقدام صاحب سيارة سياحية على دهس عشرات المارة وأصحاب الدراجات الهوائية قبالة مقر البرلمان البريطاني، قبل أن يصطدم بحاجز حديدي واعتقاله.ونُفذت هذه العملية في نفس اليوم الذي شهدت فيه نفس الساحة عملية دهس شبيهة العام الماضي، وخلّفت خمسة قتلى وعشرات المصابين.
وحسب مصادر الشرطة فإن منفّذ العملية كان لوحده على متن سيارة سياحية قبل تمكن عناصر الشرطة الذين كانوا في عين المكان، من إلقاء القبض عليه بدون أن يتم العثور لديه على أي سلاح، ليتم اقتياده إلى مركز الشرطة.
وخلّفت الحادثة حالة استنفار قصوى في صفوف مصالح الشرطة البريطانية، الذين طوّقوا السيارة رفقة فريق لتفكيك المتفجرات وكلاب مدربة في نفس الوقت الذي تم إغلاق محطات الميترو القريبة.
ولم تنتظر الشرطة البريطانية نعت العملية بالعمل الإرهابي؛ حيث أكد نيل باسي رئيس دائرة محاربة العمليات الإرهابية في شرطة سكوتلانديارد، "إننا نتعامل مع الحادث على أساس أنه عمل إرهابي، وقد تم اعتقال منفّذ العملية البالغ من العمر حوالي 20 عاما".
وإذا كان مسؤول فرقة محاربة العمليات الإرهابية أكد أن منفّذ العملية رفض التجاوب مع المحققين والرد على أسئلتهم، فقد أكد أن المهم بالنسبة لمصالحه هو التأكد من هويته الحقيقية، ومعرفة الدوافع التي جعلته ينفّذ هذه العملية، وربما الجهة التي جندته لفعلها.
وحسب مصادر طبية بريطانية، فإن العملية خلفت عدة جرحى، اثنان من بينهم مازالا طريحي فراش المستشفى، وُصفت حالة أحدهما ب "الخطيرة"، بالإضافة إلى ثالث غادر المستشفى بعد تلقيه العلاجات الأولية.
وعقدت حكومة الوزيرة الأولى تريزا ماي اجتماع أزمة لبحث الموقف بعد هذه العملية التي ضرب الهدوء والسكينة التي تعرفها العاصمة لندن في فصل الصيف؛ حيث يتوافد آلاف السياح عليها كل يوم.
يُذكر أن المملكة المتحدة كانت العام الماضي، مسرحا لعدة عمليات إرهابية خلّفت مقتل 36 شخصا وإصابة أكثر من مائتي شخص، تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
وكانت أعنف عملية تلك التي نفّذها شخص يوم 22 مارس من العام الماضي، عندما قام بعملية دهس مستعملي الطريق على جسر ويستمانستر بريدج المؤدي إلى مقر البرلمان البريطاني خلّفت مقتل 5 أشخاص، قبل أن يتمكن عناصر الشرطة البريطانية من القضاء على منفذها خالد مسعود.
وفي رد فعل على العملية طالب الرئيس الأمريكي السلطات البريطانية بالرد بحزم وبقوة على من أسماهم "الحيوانات المجنونة"؛ في إشارة إلى منفذي عمليات دهس المارة عشوائيا.