الجزائر

عمليات التّفتيش الصّهيونية تعقّد جهود إغاثة القطاع



تفتّش قوّات الاحتلال الصهيوني شاحنات المساعدات المتجهة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر لمنع دخول أي أغراض ترى احتمال أن تكون ذات "استخدام مزدوج" مدني أو عسكري، وذلك بموجب سياسة تطبقها منذ فترة طويلة قبل "طوفان الأقصى" والحرب التي أعقبته في غزة.لكن مسألة تحديد الأغراض التي يتم السماح بدخولها من عدمه أصبحت أكثر إلحاحا ومحل جدل مع تطور الحرب. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان غزة وتسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وتظهر وثيقة يعود تاريخ صدورها إلى منتصف ديسمبر الماضي حظر دخول 1200 جهاز لتنقية المياه، و100 أسطوانة أكسجين ومولد أكسجين واحد، و1000 وحدة تعمل بالطاقة الشمسية و24 مولدا للطاقة و418 من المستلزمات الطبية منذ بدء الحرب.
لكن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية (كوجات)، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الصهيونية تنسق عمليات تسليم المساعدات مع الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، قالت إن هذا غير صحيح. وأضافت نحن "لا نرفض أي شيء ينضوي تحت أربعة عناوين رئيسية هي: الغذاء والماء والإمدادات الطبية والملاجئ. كل هذه الأشياء تدخل يوميا".
وذكرت "كوجات" أنّ 11220 طنا من الإمدادات الطبية بينها أجهزة أشعة سينية وأجهزة تصوير مقطعي ومولدات أكسجين للمستشفيات دخلت إلى غزة، بالإضافة إلى وحدات تنقية لمحطة تحلية المياه ووحدات تنقية أخرى متنقلة لتحلية المياه.
لكن أطباء بمستشفيات في غزة قالوا إن معدات مثل أسطوانات الأكسجين وأجهزة الأشعة السينية لا تصل رغم الحاجة الماسة إليها، وعزوا المشكلة إلى عمليات التفتيش الصهيونية.
وقال كوبي مايكل المستشار السابق للحكومة الصهيونية للشؤون الفلسطينية إنه من المرجح أنه تم تشديد عمليات التفتيش منذ بداية الحرب مقارنة بالنظام الذي كان متبعا قبلها.
وأوضح مايكل، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة صهيونية "أعتقد أن أكثر ما يقلق المفتشين الصهاينة حاليا هو ماهية المعدات التي قد تمكن حماس من تمديد فترة بقائها في الأنفاق"، وأضاف: "دولة الاحتلال تريد تقصير أمد هذه الحرب وهذا يعني تقليص الفترة التي يمكن أن تقضيها حماس تحت الأرض".
خيام من دون أعمدة
في رفح داخل قطاع غزة، شاهد مراسلون كومة مما يشبه الخيام القماشية السميكة ملقاة على الأرض في زاوية بمستشفى الكويت. وقال مدير المستشفى الدكتور صهيب الهمص إنّ الخيام ملقاة بهذا الشكل لأنه تم تسليمها من دون أعمدة.
وقال مسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية في غزة، إنّه على علم بوصول نحو 150 خيمة من دون أعمدة من بين 30 شاحنة محملة بالخيام.
وأشار أحد النازحين، إّنه رفض عرضا بالحصول على خيمة من دون أعمدة، وبدلا منها اشترى بعض الخشب الرقيق والقماش المشمع، وأقام مأوى في رفح يعيش فيه حاليا مع زوجته وأطفاله الخمسة الذين يعاني أحدهم من إعاقة، وقال "أين أن أجد أعمدة معدنية؟ خسرنا منزلنا ولا نستطيع حتى إيجاد خيمة جيدة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)