الجزائر

عمر البشير ورقم قياسي جديد؟!



عمر البشير ورقم قياسي جديد؟!
بدون مفاجأة واستمرارا لمهازل البلدان العربية، انتصر أمس، الرئيس المرشح عمر حسن البشير، في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية السودانية.ولتذهب الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، التي أصدرت بيانا تأسفت فيه عن فشل الحكومة السودانية في تنظيم انتخابات ديمقراطية، إلى الجحيم، والبركة في “عاصفة الحزم” التي يبدو أن عمر البشير بدأ يجني حصادها، بعد إعلانه مشاركة المملكة في عدوانها على اليمن. ولتذهب المحكمة الجنائية الدولية هي الأخرى إلى الجحيم ومعها متابعتها للرجل بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بسبب دارفور، فالسودان الذي يضم كل متناقضات الهوان العربي أعطى الرئيس السوداني عهدة أخرى وبنسبة أزيد من 94٪، نسبة نافس فيها رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة السنة الماضية، المنتخب بأزيد من 80٪ من الأصوات.ربما لم يعد السودان يهم أحدا، بعد أن قسم وجرد من جنوبه، الذي أصبح دولة قائمة بذاتها بأغلبية مسيحية، فلا بأس أن يستمر التعفن في هذا البلد، الذي كان أول البلدان العربية التي تطبق الشريعة الإسلامية في ثمانينيات القرن الماضي، ما أدى إلى أزمة استهدفت سكانه المسيحيين المتمركزين في الجنوب الغني بالنفط، ودخلوا في كفاح مرير من أجل الانفصال عن الشمال الذي تبنى حكما إسلاميا لم يعر اهتماما لسكانه المسيحيين بالجنوب.لن تقود أمريكا ولا المملكة العربية السعودية أو قطر حربا بالوكالة للإطاحة بالبشير، الذي عاد رغم الصراعات الداخلية إلى الحكم على طريقة الديمقراطيات العربي وبنسبة ال90٪ المضحكة والتي تفضح حجم التزوير وتواطؤ الإدارة، وغياب المؤسسات الديمقراطية. لن يفعلوا مع البشير، حليفهم، ما يحاولون فعله مع الأسد. هذا لا يعني أن الأسد جاء بناء على ديمقراطية واضحة ولا غبار عليها.رحم اللّه بورقيبة تونس الذي فصل في النقاش وتبذير المال العام وأعلن نفسه رئيسا مدى الحياة، فهو على الأقل كان واضحا وجنب بلاده خسائر لا مبرر لها، وجنبها ضحك المهازل الانتخابية.سيبقى عمر البشير 5 سنوات أخرى على رأس السودان، وهو الذي جاء إلى الحكم بانقلاب على الرئيس السابق الصادق المهدي سنة 1989. وقد يعتمد على تقارير من المملكة السعودية في إطار عاصفة الحزم التي يشارك فيها الجيش السوداني لبناء تحالفات جديدة، بعدما تخلى عن حليفه السابق إيران.السودان الذي حرم من مداخيل النفط بعد انفصال الجنوب سنة 2011، إثر استفتاء دعمته أمريكا والغرب، يعاني اليوم من أزمة اقتصادية، ومن مديونية فاقت ال40 مليار دولار، ويواجه معارضة في الداخل، قاطعت الانتخابات الأخيرة التي شارك فيها 13 مرشحا غير معروفين وليس لديهم ماض نضالي، مما سمح للبشير بتوجيه الانتخابات لمصلحته.لم ترفع محكمة الجنايات الدولية مطالبتها بوقف عمر البشير، وما زال متابعا بتهمة جرائم إنسانية في دارفور التي عانت سنوات من حروب ومن مجاعة وتهجير لسكانها، لكنه محمي اليوم برضا السعودية. وقد يغنم من إكرامياتها المالية لتعينه ليس على حل مشاكل السودان وشعبه الطيب وإنما لإحكام قبضته على البلاد.كان عليّ ألا أتحدث عن السودان، وكان عليّ أن أهتم بعدالة بلادي الديمقراطية جدا، وبمهزلة محاكمة الطريق السيار وكيف سقطت الأسماء الكبيرة من غربال العدالة، رغم أنها ذكرت في التحقيقات ووجهت إليها اتهامات. لكن الجمل لا ينظر إلى سنامه؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)