عمال يتلقون أجورا من دون وظائف في «اتصالات الجزائر»

اشتكى العديد من الموظفين على مستوى مجمع «اتصالات الجزائر» من إيجاد أنفسهم من دون وظائف وتلقي رواتب من دون القيام ولو بمساهمة بسيطة بواجباتهم. واشتكى هؤلاء «العاطلون» في تصريح ل«البلاد»، من المكوث في المكاتب لساعات طويلة دون أن يقوموا بأي عمل، وهو الوضع الذي أصبح يؤرقهم، خصوصا وأنهم لا يجدون الجهة التي يتقدمون إليها بالشكوى.
ورغم أن كل هؤلاء الموظفين يحوزون على مؤهلات وخبرات فنية عالية، إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم لتحريك عجلة العمل داخل المجمع واكتساب خبرة يفتخرون بها عبر العمل في شركة وطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما ألحق الضرر بهم على حد تعبيرهم نتيجة عدم محاولتهم تصحيح أخطاء مهنية من قبل الإطارات الذين سبقوهم للمهنة أو إشراكهم في أي نشاط.
في المقابل، أفاد العمال الذين التقيناهم، أن هناك بعض المدراء فقط من يجتمعون مع الرئيس المدير العام فيما لا يقوم العمال بأي عمل يذكر ولا تطلب منهم أي مهام ويتمتعون بحرية التجوال داخل الشركة أو خارجها، مما جعل راسمال الشركة في تراجع مستمر. ورغم أن سوق العمل يخضع لإجراءات تنظيمية مشددة هدفها منع دخول عمالة غير مؤهلة مهنياً وليست ذات خبرة إلى الشركة العمومية، إذ تتخذ المؤسسة العمومية إجراءات وتدابير عدة، من بينها التقيد بإظهار الشهادات المهنية والأكاديمية ضمن المعاملات التي يتقدم بها الوافدون الذين يرغبون في العمل بالدولة في مهن عدة، الا أن العديد من الإطارات في اتصالات الجزائر حاصلون على شهادات مزيفة ودخلوا بفضل كبار المعارف. وفي هذا السياق، اشتكى لنا العمال ذاتهم من الترقيات التي يستفيد منها الداخلون إلى المؤسسة بفضل معارف، حيث في ظرف سنة أو سنتين يرتقي في منصبه ويرتفع أجره، على عكس أبناء البسطاء الذين لا يزالون في نفس المناصب منذ دخولهم.
وتفصيلاً، قالت عاملة تحضر لشهادة دكتوراه، إن مشكلة عدم القيام بأي عمل في الشركة تبدو أكثر وضوحاً في المديرية العامة لاتصالات الجزائر، ولذلك تتعرض الكثير من خطوط المواطنين للتعطل والكثير من الطلبات للحصول على خط هاتفي أو انترنت للانتظار، متابعة أنها منذ فترة طويلة وهي تبحث عن مسؤول في اتصالات الجزائر يستمع الى انشغالاتها بعدما وجدت نفسها تتقاضى راتبا من دون أن تقوم بأي واجب على مستوى المجمع العمومي وذلك ما يؤلمها.