عمال شركات بترولية يبيعون القمامة وبقايا الطعام للموالين بإيليزي

تشهد قرية أوهانت، التابعة لبلدية إن أمناس بولاية إيليزي، ظاهرة أقل ما يمكن القول عنها إنها مؤسفة ومشينة، حيث أكد مصدر موثوق ل "الشروق اليومي"، أن البعض من عمال الشركات البترولية التي تزخر بها المنطقة، يقومون ببيع القمامة وبقايا الطعام إلى الموالين ومربي المواشي بالقرية، مستغلين الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات.وأضاف ذات المصدر أن الموالين ومربي الأغنام، أدخلوا قطعانهم إلى حظائر قريبة منهم، بسبب انعدام الكلإ في أماكن الرعي، نظرا إلى موجة الجفاف التي تضرب المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ما جعلهم يبحثون عن أي شيء من أجل إطعام ماشيتهم، في ظل غلاء الأعلاف، كما لجأوا في العديد من المرات إلى المزابل الخاصة بالشركات التي تزخر بها المنطقة، من أجل البحث عن بقايا الطعام، وإطعامها للماشية.هذه الوضعية المزرية، استغلها بعض عمال الشركات خاصة بورشات الحفارات البترولية المجاورة، أين أصبحوا يأتون بسيارات وشاحنات القمامة إلى القرية، والتجول بها إلى غاية بيعها إلى الموالين ومربي المواشي، بأسعار تصل إلى خمسة آلاف دينار للشحنة، بحيث إن هذه القمامة تحوي بقايا طعام ونفايات مختلفة، وهو ما يجعل هذه الماشية وحتى السكان معرضين إلى مخاطر هذه النفايات، بحيث إنه من الممكن أن تحوي نفايات سامة أو طبية، إذ يتم رميها في أكياس سوداء لا يعرف ما يوجد بداخلها.رئيس الفرع البلدي لقرية أوهانت، أكد ل "الشروق"، أنه قد قام بإيداع شكوى لدى فرقة الدرك الوطني، من أجل ردع هذه التصرفات اللامسؤولة والجشعة من طرف عمال الشركات البترولية، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، في ظل رغبة الموالين والمربين في الحصول على بقايا الطعام لإنقاذ ماشيتهم من الموت المحقق.وأضاف رئيس الفرع أنه قد توجه شخصيا إلى هذه الشركات، وطلب منهم تفريغ هذه البقايا في أماكن خاصة، وعدم خلطها مع باقي النفايات، إلا أن هذا المطلب لم يؤخذ بعين الاعتبار، بسبب استغلال هؤلاء العمال لبحث الموالين عن الطعام لماشيتهم بأي طريقة، وهو ما اعتبره مؤسفا في ظل تخلي الدولة عن مساعدة الموالين في أزمة الجفاف الخانقة التي تضرب المنطقة.