الجزائر

عمار تو وبن بوزيد مطالبان بفتح تحقيق في التجاوزات مديريات نقل تقفز على القانون وتمنح رخص نقل لموظفين في القطاع العمومي


صراعات بين السائقين القدماء وأصحاب الرخص الجديدة كشفت مصادر مطلعة لـ"الفجر"، أن مديري النقل ببعض ولايات الوطن يمنحون رخصا، لاستغلال خطوط نقل عبر الولايات لموظفين في القطاع العمومي، رغم منافاتها لقوانين الوظيف العمومي، ويبقى المعلمون المستفيد الأكبر من العملية، رغم أضرارها الكبيرة على مستقبل التلاميذ. أكدت مصادر مطلعة لـ"الفجر" حدوث تجاوزات كبيرة على مستوى مديريات نقل بعض الولايات في ما يتعلق بمنح رخص استغلال خطوط النقل بين الولايات، رغم أن القانون واضح و صريح في هذه الأمور. وقالت مصادرنا إن بعض سائقي الأجرة يعملون بوظائف في القطاع العام و يزاولون مهنة النقل بوثائق قانونية بعد حصولهم على ترخيص مديريات النقل باستعمال النفوذ أو الرشوة أو التزوير.  ويبقى المعلمون المستفيد الأكبر من العملية، حيث يتحولون في المساء إلى سائقي سيارات أجرة بعد أن ينهوا عملهم في النهار كمربي أجيال. وأضافت المصادر أن بعض مديري النقل يوجهون الموظفين الراغبين في الحصول على ترخيص بالنقل ويملكون واسطة إلى صندوق الضمان الاجتماعي للحصول على شهادة عدم الانتساب لحماية أنفسهم من المساءلة القانونية، في حين يجاهر آخرون بضربهم بقوانين الوظيف العمومي عرض الحائط، بتمكين معارفهم من تراخيص نقل أحيانا تكون باسمهم كون سيارات الأجرة ملكية خاصة، وأحيانا أخرى بوثائق سيارة مأجرة. وحسب مصادرنا يتزاحم المعلمون ببعض الولايات للحصول على رخصة نقل، خاصة بالمناطق النائية، حيث تنعدم الرقابة المشددة لتطبيق عقوبات الغياب على المعلمين "للبحث عن أرباح أخرى مادام الراتب الشهري في التعليم مضمون" ولو على حساب مستقبل التلاميذ. والأدهى أن بعض المعلمين يمضون ليلهم - خاصة في الأعياد والمناسبات - في نقل المسافرين بين الولايات لمسافات طويلة جدا دون أن يغمض لهم جفن، ليدخلوا أقسامهم صباحا لتقديم الدروس للتلاميذ وهم في حالة يرثى لها، وكما تفيد ذات المصادر فإن الظاهرة، التي استشرت مؤخرا بدرجة رهيبة لا تمس "المعلم السائق" النظامي فقط بل حتى "المعلم السائق" الموزاي. وتسببت سياسة المحاباة المعتمدة ببعض مديريات النقل في منح معلمين رخص نقل وحرمان آخرين منها في مشاكل عدة، لدرجة هدد البعض بإحالتها على القضاء لكشف المستور لكنهم يتراجعون في آخر المطاف خوفا من أن تدينهم التحقيقات، خاصة، وأن بعضهم كان يستفيد من العملية وحرم منها مؤخرا. من جهة أخرى، كشفت مصادر الفجر عن صراعات كبيرة تدور رحاها بين السائقين القدماء وأصحاب الرخص الجديدة في محطات نقل المسافرين، حيث يرفض القدماء أن يقاسمهم سائقون جدد - حصلوا على الرخص مؤخرا في إطار حل مشاكل النقل - حصتهم من المسافرين، ضاربين عرض الحائط بقوانين وزارة عمار تو. وأمام التجاوزات الكبيرة المسجلة على مستوى بعض مديريات النقل ناشدت مصادرنا وزير النقل، عمار تو، إيفاد لجان تحقيق ولائية لكشف المستور وتطبيق القوانين، كما ناشدت وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، التدخل لوقف تلك المهازل ووضع حد لجشع معلمين لا يبالون بصحتهم وبمستقبل التلاميذ، لأجل تحصيل المال.   فاطمة الزهراء حمادي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)