اختتمت مساء أول أمس القمة العربية الـ 23 التي احتضنتها العاصمة بغداد بإصدار بيان ختامي تضمن عدة قرارات في عدة ملفات أبرزها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى القرارات المتعلقة بتنمية وتطوير الجامعة العربية.
ودعا القادة العرب المشاركون السلطة السورية والمعارضة على السواء إلى الدخول في حوار جاد من أجل احتواء الوضع الدامي في البلاد، مؤكدين رفضهم لأي تدخل عسكري في سوريا.
وباستثناء تونس؛ فإن الدول العربية الـ 21 المشاركة في أول قمة تحتضنها بغداد بعد غياب دام أزيد من عشريتين من الزمن لم تطالب بشكل مباشر الرئيس بشار الأسد بالرحيل، لكنهم دعوا في البيان الختامي للقمة مساء أول أمس ''الحكومة السورية وكل أطراف المعارضة بتبني موقف إيجابي إزاء مهمة الوسيط الدولي كوفي عنان والشروع في حوار وطني وجاد على أساس المبادرة العربية وبيان مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية''.
وبينما أكدوا على الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا ضد أي تدخل عسكري، أدانوا ''خروقات حقوق الإنسان المقترفة ضد المدنيين'' واعتبروا ''أعمال العنف المقترفة من قبل القوات النظامية في حي باب عمرو بمثابة جرائم ضد الإنسانية''.
من جانبه؛ دعا الأمين العام الأممي بان كي مون الذي حضر أشغال قمة بغداد، الرئيس الأسد إلى تطبيق مخطط التسوية الذي اقترحه الوسيط المشترك بين الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان دون تحديد أي موعد.
وكان الرئيس السوري قد أعلن موافقته على هذا المخطط الذي ينص على الحوار بين الفرقاء السوريين ووقف كل أعمال العنف مهما كان مصدرها وخلق ممرات إنسانية لتزويد السكان المتضررين بالمساعدات الإنسانية مع إطلاق سراح المحتجين.
وهو ما جعل نبيل العربي يرى في موقف الأسد ''مؤشر أمل'' باتجاه تسوية الأزمة المستفحلة منذ أزيد من عام والتي خلفت سقوط ما لا يقل عن 9 آلاف قتيل، لكنه ألح على ضرورة أن يتم تطبيق هذا المخطط سريعا.
وعلاوة على ملف الأزمة السورية الذي أخذ حصة الأسد في قمة بغداد؛ فإن القضية الفلسطينية كان لها وجودها القوي، خاصة في ظل الانتهاكات والاعتداءات اليهودية ضد مدينة القدس وأقدس المقدسات الإسلامية مسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا السياق، جدد إعلان بغداد تأكيد العرب على ''أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى مبادرة السلام العربية''.
واعتبر أن المصالحة الفلسطينية ركيزة أساسية ومصلحة عليا للشعب الفلسطيني مثمنا الجهود المبذولة لإنجاحها واستمرارها على أسس من الحوار والتفاهم المشترك.
وأعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين على أرضهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم وعلى مقدساتهم، خاصة المسجد الأقصى، معربين عن مساندتهم لنتائج مؤتمر القدس في الدوحة - مؤخرا - والتأكيد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام .1967
لكن القادة العرب أشادوا في الإعلان الختامي لقمة بغداد بالتغيرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية والخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبرى والتي رفعت مكانة الشعوب العربية وعززت بناء الدولة على أسس احترام القانون وتحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية.
ورغم أن قمة بغداد انعقدت بحضور تسعة زعماء عرب وممثلين عن 21 دولة عربية وغياب سوريا بعد قرار تعليق عضويتها؛ إلا أن القادة والمسؤولين العراقيين اعتبروا أنها تمت بنجاح، خاصة وأن حكومة نوري المالكي عولت عليها كثيرا لإعطاء صورة أفضل عن العراق المستقل الذي يتمتع بالاستقرار والأمن.
وقد سجلت القمة التي نظمت وسط حراسة أمنية مشددة عودة أخرى للعراق إلى الأسرة العربية من خلال الزيارة التاريخية لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بعد أزيد من عشرين سنة من الغزو العراقي للأراضي الكويتية.
سيشارك حوالي مليوني متضامن من ثمانين دولة حول العالم في مسيرة القدس العالمية التي تحتضنها العاصمة الأردنية يوم غد الجمعة بالتزامن مع الذكرى الـ36 ليوم الأرض الفلسطيني. ويأتي تنظيم هذه المسيرة استجابة لنداء نصرة القدس الشريف ومسجد الأقصى المبارك الذي يهدد تواجده المخططات الصهيونية لتهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وشهدت العاصمة الأردنية في الأيام الأخيرة توافد شخصيات سياسية وبرلمانية ودينية وأخرى مشهورة ولها وزنها على الساحة الدولية من مختلف أنحاء العام للمشاركة في هذه المسيرة التي يسعى منظموها لأن تكون حدثا هاما في دعم القدس ورسالة باتجاه قوات الاحتلال بأن المدينة المقدسة ليست لوحدها وهناك الملايين لن يتأخروا عن تلبية نداء نصرتها.
وسيكون من بين المشاركين أربعة حاخامات أمريكيين يهود ينتسبون لحركة ''ناطوري كارتا'' الرافضة لوجود ما يسمى ''بدولة إسرائيل''.
وقال ربحي حلوم الرئيس التنفيذي والمنسق العام للمسيرة أنه ''وبعد صلاة الجمعة سينطلق مهرجان خطابي تتحدث خلاله أربع شخصيات يمثل كل منهم إحدى القارات كما أنه ستكون هناك كلمة لشخصية اعتبارية أردنية لكون المملكة تستضيف فعاليات المسيرة''.
وأضاف أنه ''مع أن المسيرة اتخذت من القدس شعارا لها لما للقدس من أهمية دينية وعالمية إلا أن أهدافها تنحصر في فضح ممارسات الاحتلال الصهيوني في القدس والتنديد بكافة الممارسات الصهيونية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة''.
وجدد التأكيد على سلمية المسيرة وحضاريتها وأنها لا تخضع لأية أجندات سياسية أو حزبية أو محلية أو إقليمية، مشددا على أن المشاركين في المسيرة سيكتفون برفع العلمين الأردني والفلسطيني فقط.
ويأتي تنظيم هذه المسيرة مع إحياء الفلسطينيين لذكرى يوم الأرض في الـ30 مارس من كل سنة وذلك منذ 1976 بعدما أقدمت السلطات الإسرائيلية على مصادرة أكثر من 21 دونما من أراضي الجليل.
وأعلن على اثر ذلك الفلسطينيون إضرابا شاملا تحول إلى مواجهات عنيفة بعد محاولات الشرطة الإسرائيلية كسر الإضراب وأدت إلى استشهاد ستة فلسطينيين.
وبهذه المناسبة ستنظم يوم غد تظاهرات في ثلاثة مواقع من الضفة الغربية على أن تشمل حاجز قلنديا العسكري قرب رام الله وقرب مسجد بلال بن رباح في بيت لحم بالضفة الغربية وعند رأس العامود في شرق القدس.
وستتزامن هذه التظاهرات مع أخرى مماثلة في قطاع غزة إلى جانب تظاهرات قرب الشريط الحدودي لسوريا والأردن ومصر ''دول الطوق'' بالإضافة إلى وقفات تضامنية أمام السفارات الفلسطينية في عدة دول عربية وأجنبية.
وعشية ذكرى يوم الأرض أقدم عشرات الجنود الإسرائيليين إلى جانب عدد كبير من المستوطنين اليهود أمس على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاته من جهة باب المغاربة بالقدس المحتلة.
وجاء في بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث ان ''نحو مائة من جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك ويقومون في هذه الأثناء بجولات في مرافق المسجد فيما يحاول المستوطنون أداء صلوات وشعائر يهودية في باحات الأقصى''.
اعتبرت الطبعة الـ 12 لفعاليات المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، مناسبة للاحتفال بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر، حيث تناول المشاركون فيها عدة محطات من الثورة الجزائرية المجيدة، ألقى فيها السيد علي هارون محاضرة بعنوان ''الصورة والنضال من أجل التحرير الوطني''، والتي احتضنها المركز الثقافي لمدينة الأربعاء ناث إيراثن.
وتطرق المحاضر في مداخلته إلى السنوات الأولى لاندلاع حرب التحرير، حيث كان مسؤولو الثورة يتفادون الظهور في الصحف خشية تعرف المستعمر عليهم، وأنه منذ ,1957 أخذ قادة الثورة يهتمون بالصورة، إذ كان مسؤولو جبهة التحرير الوطني يعيشون في الظل، ولا أحد يعرف وجوههم، ومنع منعا باتا أخذ صور لهم.
وأضاف المحاضر أمام حضور كبير أغلبيتهم من الطلبة، أن صورة رجل الثورة من أبناء المنطقة، والتي كانت أول صورة أخذت في تاريخ الولاية الثالثة التاريخية، تم نشرها بجريدة فرنسية، كما أشار إلى أنه عند تشكيل الحكومة المؤقتة سنة ,1958 قرر وزير الاتصال محمد يزيد برمجة مختلف نشاطات وأعمال حزب جبهة التحرير الوطني عبر مختلف وسائل الإعلام الممكنة، خاصة المكتوبة والمسموعة، وعمل بمقولة؛ ''من يقول الجريدة، يقول الصورة''، وتم حينها نشر صور رجال الثورة سنة 1957 على صفحات جريدة المجاهد.
وأكد السيد هارون أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قد أعطت نفسا جديدا وأهمية لمسؤولي جبهة التحرير الوطني، خاصة على المستوى المحافل الدولية، حيث أعلن وزير الاتصال آنذاك، عن إنشاء فريق من الصحافيين في ,1958 وكذا مخرجين كانوا على اتصال مع الجبهة، وتم إخراج أول فيلم لمخرج يوغوسلافي، وكذا فليم للمخرج روني فوتيي الذي كان الأول من صوّر قوات جيش التحرير الوطني في الجبال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : س/زميحي
المصدر : www.el-massa.com