وعين تالوت، التي برز فيها العالم علي بن محمد التالوتي الأنصاري، وهو أحد إخوة الإمام السنوسي من أمه و المتوفي سنة (895هـ/1489م) ، و سمي بالتالوتي لأنه من عين تالوت يدعى هنا في عين تالوت ب سيدي علي الشريف و سمي بالشريف أو الأنصاري لأنه من أسرة شريفة الأصل و يعود إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه و سلم و بجوار ضريحه توجد مقبرة .
أخو الإمام محمد بن يوسف السنوسي لأمه، قال تلميذه الملالي: شيخنا الفقيه الحافظ المتقن العالم المتفنن الصالح أبو الحسن.
كان محققا متقنا حافظا يحفظ كتاب ابن الحاجب و يستحضره بين عينيه، قل أن ترى مثله حافظا، قرأ عليه أخوه محمد السنوسي "الرسالة" في صغره، و كان من أكابر أصحاب الحسن أبركان ذن ما رايته قط مشتغلا بما لا يعنيه، بل إما ذاكرا أو قارئا للقرآن، أو مشتغلا بمطالعة أو نحو، يحفظ "الرسالة" و ابن الحاجب، و "التسهيل لابن مالك" و غيرها، جعل له وردا كل يوم.
قرأت عليه ابن الحاجب قراءة بحث و إفادة، و سألته عن وضع الكتاب في الأرض فقال: حكى شيهنا الحسنأبركان فيه قولين لمتأخري أهل تونس و بجاية: جوازا و منعا و سألته عن مستند الناس في عادتهم من عدم أخذ الرجل المقصى من صاحبه، بل يضعه على الأرض فيأخذ حينئذ، فقال: سألت عنه شيخنا الحسن أبركان فقال: هكذا رأينا شيوخنا يفعلون، ثم قال سيدي علي: و لعله علم نسبي اهـ قلت: و قد ذكر السيد الشريف السمهودي الشافعي في كتابه "جواهر العقدين" حكمة منعه عن بعض شيخه ، فانظره فيه.
قال الملالي: و سألته عن الوتر جالسا فقال: فيه قولان بالجواز و عدمه، وذكر أخوه السنوسي أنه يؤخذ جوازه جالسا من قوله "المدونة" أنه يوتر في سفره على الدابة اهـ قلت و هذا الأخذ نقله ابن ناجي عن بعض الشيوخ.
قال الملالي: رأيت بخطه عن بعض الصالحين أن من نزل منزلا، و جمع أثقاله، وخط على حواليها خطا، وهو في داخل الخطن و يقول في داخله ثلاثا: الله الله ربي لا شريك له، لم يضره لص و لا عدو و لا غيره، ويكون مع أثقاله في حرز الله، وهو مجرب اهـ.
و توفي في صفر عام خمسة و تسعين و ثمان مئة (895) ورأى أخوه السنوسي قبل موته في المنام دار عظيمة فيها قرش مرتفعةن فقيل له: هي لأخيك علي، يدخل فيها عروسا اهـ. من الملالي.
محمد بوشليط - موظف - عين تالوت تلمسان - الجزائر
29/06/2014 - 202465