الجزائر

علي بن حاج : قبول دول عربية وإسلامية بقوات أجنبية لحماية سفارات واشنطن يفقدها استقلاليتها



علي بن حاج : قبول دول عربية وإسلامية بقوات أجنبية لحماية سفارات واشنطن يفقدها استقلاليتها
حذر الرجل الثاني للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج من خطورة ما يمكن أن ينجر عن تغيير الحركات الإسلامية، التي وصلت للحكم، لخطابها السياسي تحت ضغط الغرب عامة والإدارة الأمريكية خاصة، وأكد أن الثورات العربية، التي قال بأنها فعل شعبي عربي، لا تزال في بدايتها وأنه لا بد من الصبر عليها حتى تؤتي ثمارها الديمقراطية كاملة دون استعجال للنتائج.
ودعا بلحاج في تصريحات خاصة ل "قدس برس" إلى التريث وانتظار التحقيقات التي تجري بشأن ما شهدته مظاهرات الاحتجاج الشعبي العربي والإسلامي على الاساءة التي تعرض لها النبي عليه السلام، وقال: "لا يخفى على أحد أننا الآن مازلنا في بداية الثورات، وأي ثورة لا تأخذ صورتها النهائية إلا بعد عدة سنوات، نحن مازلنا في حالة عدم استقرار، وفي مثل هذه الحالات تكون هناك تدخلات مشبوهة من هنا وهناك، لكن جهل بعض الناس بطبيعة الثورات جعلهم يستعجلون الثمرات، لكن في كل الأحوال فإن ما تشهده المنطقة مرحلة عادية تماما بل وضرورية، طبعا هذا لا يلغي وجود بعض الأطراف من أزلام الأنظمة السابقة التي ضاعت مصالحها وأصبحت تائهة وهي تسعى لإفساد كل شيء".
وأضاف: "هذا يعني أيضا أن أمريكا ليست هي التي صنعت الثورات، وإنما هي كما الغرب بشكل عام فوجئت بها، على اعتبار أن الثورات كانت على أنظمة كانت عميلة لأمريكا وللغرب، وقد اضطر الغرب لمسايرة الثورات العربية لحاجة في نفسه، وهو الآن يريد أن يوجد حركات إسلامية تسير على نهجه، وهذا ما بدأنا نلمسه في خطاب بعض القيادات الإسلامية ممن وصلوا للحكم في بعض البلاد العربية، وهذا منزلق خطير".
ووصف بلحاج استهداف السفارات الأمريكية في العالم العربي بأنه "عمل غير عاقل"، وقال: "استهداف السفارات الأمريكية في العالم العربي لم يأت من فراغ، هناك حدث هو الفيلم المسيء للنبي عليه السلام، وربما المسألة كان مخططا لها بشكل دقيق، فأمريكا تعرف بحكم ما تمتلكه من مراكز دراسات أن العقيدة هي أهم شيء يحرك الشعوب، ولكن في كل الأحوال الأمر معقد للغاية، وعلينا أن ننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات بهذا الشأن، لكن بالتأكيد إذا كان مسلمون هم من يقف خلف هذه الأعمال، فهذا رد فعل غير عاقل، ولكن لا بد من الانتباه إلى أن أزلام الأنظمة السابقة دخلوا على الخط، وضخموا المسألة، كما أن أمريكا استغلت الأحداث لصالحها، وهي تعيش مرحلة انتخابية".
وحذر بلحاج الدول العربي والإسلامية من قبول قوات من المارينز لحماية السفارات الأمريكية في بلدانها، وقال: "هذه الثورات التي تعيشها الدول العربية هي فعل شعبي عربي، ولا نريد للحكومات التي انتجتها الثورات أن تدخل في مواجهة مع الشعوب، تحت شعار إسلام معتدل وإسلام متطرف، من يستفيد من الفوضى هو الغرب وأزلام الأنظمة السابقة، والمطالبة بإرسال رجال من المارينز لحماية السفارات الأمريكية في بعض الدول العربية إجراء خطير لا يمكن لأي حركة أو حزب سياسي أو أي وطني أن يقبل به، لأن مسؤولية حماية السفارات الأجنبية في أية دولة تقع على عاتق الدولة، والقبول بقوات أمريكية لحماية سفراتها في دولنا عمل خطير يفقد البلدان استقلالها وسيادتها وسيطرتها على قرارها، وهذه سابقة خطيرة لا يجوز لأي دولة أو مفكر أو سياسي أو داعية أو طني أن يقبل بها تحت أي ظرف، لأن القبول بها سيدخله في مواجهة مع شعبه".
وأعرب بلحاج عن مخاوفه مما أسماه "تغيير" بعض الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم لخطابها، وقال: "أعتقد أن تعمد بعض الحركات الإسلامية التي وصلت للحكم لتغيير خطابها لتظهر للغرب على أنها ليست بعيدة عن قيمه الديمقراطية أمر خطير للغاية، سيفقد الإسلاميين مصداقيتهم داخليا وخارجيا، ويظهرهم للعالم بأنهم طلاب مناصب سياسية ولا علاقة لهم بالمبادئ التي كانوا يرفعونها قبل وصولهم إلى الحكم، والتي كانوا يخاطبون بها الناس. لا أعتقد أنه من الحكمة للإسلاميين في الحكم أن يضحوا بمبادئهم من أجل الحكم، وينبغي التمييز بين ما يمكن أخذه من الغرب وما لا يمكن أخذه".
وأضاف: "أنا أطالب ليس فقط بضرورة أن تبقي الحركات الإسلامية على خطابها المتميز، وهو خطاب يستند إلى شرع الله، وإنما أيضا بإعادة النظر في القوانين الدولية التي كتبت وصيغت في غياب الدول العربية والإسلامية، ينبغي أن نعيد صياغتها بحيث تكون بصمة الأمة العربية والإسلامية موجودة، وتكون هناك قواسم مشتركة بين الشعوب، أما أن تصبح الحضارة الغربية هي المهيمنة ويأتي الإسلاميون الذين نشأوا في المساجد ويصبح خطابهم خطابا غربيا فهذا سيفقدهم المصداقية أمام قواعدهم وأمام العالم أيضا. ما ألاحظه أن خطاب الحركة الإسلامية التي وصلت للحكم في بعض دول الربيع العربي لا يختلف عن أي خطاب سياسي، وأخشى ما أخشاه أن هؤلاء غيروا من أجل السلطة"، على حد تعبيره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)