على وزارة الثقافة التأسيس لمشروع علم التصوف

دعت جراح وهيبة، أستاذة بجامعة عبد الرحمان ميرة بولاية بجاية، على هامش أشغال الملتقى الوطني الثاني حول التواصل العلمي والثقافي بين مدينة الزواوة بتيزي وزو وعاصمة الزيانيين تلمسان، الذي احتضنته تيزي وزو مؤخراً، وزارة الثقافة للتأسيس لمشروع ثقافي في التصوف من خلال بلورته وإعطائه النصيب المستحق باعتباره علما جامعا في ظل هيمنة الماديات على الحياة اليومية.قالت المتحدثة، في تصريح ل”الفجر”، على هامش مداخلة لها في فعاليات هذا الملتقى، إن إعلام منطقة الزواوة امتد نشاطهم إلى غاية تلمسان التي استقر الكثير فيها كونهم مهدوا لمرحلة حاسمة في ازدهار هذا النمط بين العامة من خلال محافظتهم على أواصر الترابط بينهم، على غرار الوغليسي المشدلي والثعالبي، والذين انتسبوا إلى عالم التصوف ولعبوا دورا كبيرا في ازدهار الثقافة ببجاية.
وعلى هذا الأساس، دعت المتحدثة إلى ضرورة مراجعة جوانب التصوف كعلم يدعو إلى الاعتدال الروحي ونبذ التشيع، خاصة أنه لا يمكن إخفاء الجانب الروحي فيه، إذ يسعى التصوف إلى ترقية المكنونات الداخلية للشخص بعيدا عن الإيديولوجيات الضيقة. كما قالت إن خدمة التصوف سيساهم بشكل كبير في مواجهة دعاة الطوائف المتشددة التي باتت تزحف نحو منطقة القبائل في السنوات الأخيرة، مشددة على أن تلاشي الظاهرة مرهون بخدمة التصوف المعتدل الروحي الذي من شأنه أن يعيد التأسيس روابط متينة تخدم أساسا الجانب الثقافي في منطقة الزواوة.