الجزائر

على مقربة من رهانات انتخابية مفصلية



عاد مسلسل الصراعات والانشقاقات والتراشقات في‮ ‬الأحزاب السياسية إلى الواجهة،‮ ‬بالتزامن مع بداية العد التنازلي‮ ‬لانتخابات التجديد النصفي‮ ‬لمجلس الأمة ورئاسيات‮ ‬2019،‮ ‬حيث ظهر لمرة جديدة بأن لعبة المصالح والتموقع هي‮ ‬السمة الأبرز في‮ ‬عدد من الأحزاب بعيدا عن المبادئ السياسية والديمقراطية الحقة‮.‬ وفي‮ ‬السياق،‮ ‬اهتزت جبهة المستقبل مؤخرا على وقع زلزال عنيف عقب اعلان النائب البرلماني‮ ‬خالد تازغارت،‮ ‬استقالته من صفوف الحزب،‮ ‬رفقة جميع المسؤولين المنتخبين وأعضاء المجلس الوطني،‮ ‬ومندوبي‮ ‬ولاية بجاية بسبب ما وصفوه حدوث تزوير في‮ ‬قرارات المؤتمر الثاني‮ ‬للحزب،‮ ‬إذ تم إسقاط تسمية اللغة الأمازيغية عنه ولم‮ ‬يتم الإشارة لوجوده في‮ ‬القوانين،‮ ‬ووصف النائب تازغارت ما حدث بالسلوك الخطير،‮ ‬قائلا‮: ‬للأسف،‮ ‬لا أحد تحرك ساكنا لإدانة هذا الانحراف الخطير‮ . ‬من جهته،‮ ‬دخل حزب جبهة القوى الاشتراكية،‮ ‬سلسلة من الأزمات الداخلية مؤخرا،‮ ‬أدت إلى استقالة أو استبعاد مجموعة من الكوادر،‮ ‬ما أثر بشكل كبير على الأداء السياسي‮ ‬للحزب‮. ‬فقبل أشهر،‮ ‬قدّم عدد من قادة الحزب استقالتهم من الهيئة القيادية للحزب المعارض،‮ ‬ما اضطر الحزب إلى عقد مؤتمر طارئ لإعادة تنظيم صفوفه‮. ‬وفي‮ ‬14‮ ‬أكتوبر الماضي،‮ ‬قررت قيادة الحزب إقصاء القيادية في‮ ‬الحزب،‮ ‬النائبة سلمية‮ ‬غزالي،‮ ‬نهائياً‮ ‬من الحزب‮. ‬كما أُبعد الرئيس السابق لكتلة الحزب في‮ ‬البرلمان شافع بوعيش،‮ ‬من صفوف الحزب لمدة أربعة أشهر،‮ ‬بسبب خلافات سياسية حادة‮. ‬لكن ذلك لم‮ ‬ينه الأزمة الداخلية،‮ ‬إذ أعلنت قبل أيام مجموعة من كوادر الحزب الانسحاب منه في‮ ‬سياق مأزق تنظيمي‮ ‬بدأ منذ ما قبل رحيل الزعيم الثوري،‮ ‬المؤسس التاريخي‮ ‬للحزب حسين آيت أحمد في‮ ‬ديسمبر‮ ‬2015‮. ‬أما حركة النهضة بقيادة محمد ذويبي،‮ ‬فتبقى‮ ‬غارقة في‮ ‬الصراعات الداخلية منذ مدة طويلة،حيث تحضر للمؤتمر الوطني‮ ‬السادس للحركة المزمع تنظيمه في‮ ‬منتصف نوفمبر المقبل‮ ‬في‮ ‬جو مكهرب،‮ ‬و تسعى خلال هذا الموعد لحسم الأمور بالنسبة لقيادة الحركة،‮ ‬ووقف التناحر الحاصل بين جناح ذويبي‮ ‬وجناح عثامنية‮. ‬وبالتوازي‮ ‬مع ذلك،‮ ‬عاد مسلسل التراشق السياسي‮ ‬بين اقطاب المعارضة السياسية في‮ ‬الجزائر إلى الواجهة،‮ ‬فمؤخرا،‮ ‬أدلى زعيم حزب جيل جديد جيلالي‮ ‬سفيان بتصريحات نارية في‮ ‬حق الاسلاميين ككل وحركة مجتمع السلم بشكل خاص وهذا بصفتها اكبر حزب في‮ ‬هذه الكتلة‮. ‬جيلالي‮ ‬سفيان اتهم حمس والاحزاب الاسلامية مؤخرا بأن لها مشروعا سياسيا خارج المشروع الوطني‮ ‬وله مصالح دولية في‮ ‬الجزائر وأنها تعمل على التكيف مع الاهداف الاستراتيجية له وتحقيق أجندة دولية‮. ‬ولم تتأخر حركة مجتمع السلم في‮ ‬الرد على تصريحات جيلالي‮ ‬سفيان،‮ ‬حيث قال القيادي‮ ‬البارز في‮ ‬الحركة عبد الرحمان سعيدي‮ ‬في‮ ‬منشور له عبر حسابه الرسمي‮ ‬في‮ ‬الفايسبوك مهاجما رئيس جيل جديد‮: ‬يا سي‮ ‬سفيان لماذا قبلت أن تنخرط مع حمس في‮ ‬وثيقة مزفران وانت تعلم انها في‮ ‬مشروع خارج مشروع وطني‮ ‬وتحقق مصالح دولية؟ وماذا كنت تريد من طرف تعلم مسبقا لمن‮ ‬يعمل؟ هل كنت تريد توظيفه أو الاستفادة منه أو تفجير الوضع به؟‮ .‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)