على خلفية الاحتجاجات الشبانية في العديد من ولايات الوطن الولاة يتحركون لـ تأطير الغضب

 شرع ولاة للجمهورية في عقد اجتماعات مع المصالح المحلية والنواب الممثلين للمنطقة في المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس الأمة، في سياق محاولة الجماعات المحلية أداء دور تحسيسي لدى الشباب في أعقاب أحداث التكسير التي طالت عدة ولايات.
بعدما لفتت وزارة الداخلية انتباه الولاة إلى دور عليهم تأديته في سياق مساعي التهدئة للجبهة الاجتماعية، عقب موجة غضب عارمة تحولت لمظاهر عنف وتكسير، شرع ولاة في عقد اجتماعات دعي إليها نواب في المجلس الشعبي الوطني ونواب مجلس الأمة وممثلون لجمعيات مجتمع مدني. وتحاول الداخلية من خلال هذه الخطوة على الصعيد المحلي، فتح مجال لـ التحاور مع الفئات الشبانية الغاضبة.
وتشبه خطوة وزارة الداخلية تصرفها في وقت سابق مع مسألة الهجرة السرية ، لما دعت ولاة الجمهورية، بتوجيهات من الرئيس بوتفليقة، لإنشاء ما سمي حينها بـ مداومات استماع للشباب، وحمل وزير الشباب، الهاشمي جيار، حينها المشروع، لكن الخطوة سرعان ما اختفت من الولايات. كما أن الخطوة تعيد التذكير بالعلاقة المتوترة بين نواب مجلس الشعب وولاة المناطق التي انتخبوا فيها. ولم تتمكن تعليمات أويحيى إلى ولاة الجمهورية من حل إشكال رفض نواب استقبال نواب لطرح مشاكل محلية .
ويعتقد أن تصرفا مثل هذا كان سيعطي نتائج إيجابية لو ترسم في وقته الصحيح، أي قبل أحداث الانفلات التي شهدتها البلاد، كما أن صورة مثل هذه المبادرات لدى الشارع لا تلقى مصداقية كبيرة، بالنظر إلى لجان سابقة تم إنشاؤها ثم لم تستمر. والتجربة تشير إلى أحداث ورفلة قبل أشهر لما تفجرت أحداث لشباب يطالبون بتحسين فرص التشغيل في الشركات البترولية مقارنة بسكان الشمال، وتنقل كل من دحو ولد قابلية حينها، ووزير التشغيل، لإنشاء لجنة محلية تتولى المتابعة، لكن المشكل يبقى مطروحا إلى اليوم في الولايات البترولية .
ووضع ولاة الجمهورية محور العودة للحياة الطبيعية في مقدمة الأهداف المرجوة من هذه اللقاءات، والتي تتوسع إلى رؤساء المجالس البلدية، أي تنظيم عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.
وعقد والي بجاية، أمس، اجتماعا شبيها، وقال نائب البرلمان عن الأرسيدي، بوبكر درقيني لـ الخبر ، إن اللقاء جمع النواب والجمعيات لتهدئة غضب الشباب وتأطيره بشكل سلمي، لكن دون إخفاء الحقيقة . وأضاف: من واجبنا تأطير الحركة سلميا لأنه ليس من مصلحة أحد اتباع سلوك التكسير، لكننا نؤمن أيضا بأن ما أدى لهذا الوضع هو المعاناة وعدم وجود صيغ للتعبير تتاح للشباب .
وتساءلت الخبر لدى نواب من عنابة والبليدة مثلا، لكنهم كشفوا عن عدم تلقيهم أي دعوى للمشاركة في الجهود المحلية. وقال محمد حديبي عن حركة النهضة ممثلا للبليدة إن الخطوة قد لا تؤدي إلى نتائج بسبب الصورة السلبية التي تسببت فيها السلطة لنواب البرلمان ، والتي جعلت النائب يبدو غير قادر حتى على ممارسة صلاحياته بسبب الغلق المفروض عليه من أحزاب السلطة نفسها .