الجزائر

على حبل الغسيل …. استراحة تحت مناديل الكلمات..



أحيانا يصاب الواحد منا بالفرح لأبسط أشياء يحققهاّ، وأحيانا تأخذه الدموع بعيدا وهو يواجه حرب مناظر، جميلة كانت أم قبيحة.. لسنا هنا أمام فلسفة “برغسون” الفرنسي، ولا حتى أمام قصة من قصص “همنغواي” الأمريكي ولا حتى أمام السريالية التي نحت منها “بكاسو” أجمل لوحاته.. أجل كل أولئك هم أصدقاؤنا، وإن كنا لم نرهم، لكن قرأنا لهم ونشاهد لوحات “بكاسو” بمنتهى الجمال.. ونقرأ روايات هيمنغواي بمنتهى الارتباط بشخوصها.. نحن أمام رؤية أخرى أشبه بالخيال طالما أن الخيال هو قمة الحقيقة كما يقال.. لقد حفرنا بدموعنا كي نصل إلى بناء جسر المحبة بين الكل.. ودون أي اعتبار للمنصب او المال. وكتبنا بالحرف من فوق الرماد ما آمنا به وفقا لما نؤمن به وامتدادا لقناعة تكون قد تشكلت لدينا.. ونؤمن بأن البشر هم بشر وإن تاهوا في مزهرية الإسراف في المال، والمنصب، والمشيد من القصور.. لكن لا أحد في النهاية بإمكانه أن يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا .. أجل حتى صوت الضفدعة يملك شيئا من الرنين عندنا على مستوى الأذن، فهي حية تكتسب طعما ما من جزئيات الأرض وما تجمّع في البرك من بقايا.. نؤمن أن الأزهار لم توجد لذاتها، بل لتكون زينة الأرض وطعام الأعين التي يصيبها الإرهاق أو تكلل بالدموع لفرح أو حزن .. إذن، نلتجئ للبحث عن شعور ما، فيما هو من حولنا لا إلى ما هو من بقايا الظلام أو الى ما يشبه كومة الثلج.. نسكن الفصول الأربعة ولكل فصل ذاكرته فينا، حتى وإن كنا نرفض البعض منها لما يلزمنا من لباس ما هو أقوى وأشد اتقاء لضعفنا أولا ولخوفنا من المجهول الذي يمكن أن تأتي به ثانيا، لكن نبقى على مستوى العقل وفق مبدأ التأثير على الواقع والشد على مستوى النفس ضد طبائع لا تؤمّن لنا مساحة لأخذ ما تبقى من الحياة من زاوية النسيان إلى زاوية الاحتياط بالأمل.سيدتي لقد تعبنا كثيرا ومتنا كثيرا بتعبير الاقتصادي الامريكي باولويد.. وها نحن نكتب من القلب كي يرانا الآخرون كأوراق الياسمين ..و قد كان الياسمين المساحة الكبرى لثقافتنا…نهديك من عيوننا سيدتي الفراشة لونا آخر ام أن لونك يبقى الأجمل في لوح الزمن…؟ نعم، نحن هاربون من لون الشمس، فإذا أنت اللون الخالد في ذاكرة الشمس.. ما عسانا نقول بفرح أو نفعل لو كنا نملك مثلك مساحة ثانية من حقل الزمن سوف نفعل الأجمل ثم الأجمل .. نكتب لك بلحن الصمت ألف تذكار من لون الشمس .. نوح عليه السلام عمَّر طويلا. .طويلا -ألف سنة الا خمسين عاما وانتهى به المطاف حيث المقدار المقدر له.. أكيد ثمة من يسعى في الحاضر بوعي الجنون ولا يتذكر كيف تموج به الأيام .رغم إنها محفوفة بالأتعاب، لكن من منا يستطيع ان يتخلص منها وهي أصلا جزءا من المسير الذي نركب عليه صباح مساء مشوار العمر، والعمر لا يرجع إلى الوراء.. ولو أننا نملك منه أشياء جميلة جمال المرأة الحزينة، الأجمل فيها ذلك الشرود الذهني الذي نحتمي به أثناء تساقط الأزمات الكبرى.. اجل، نحن كنا مثل أواق زهرة الأقحوان في حقل سنابل القمح، وكانت أنامل الصبايا تصنع منها كل أزهار الأرض… سيان إذا استوى الليل بالنهار، فالطبيعة واحدة وإن تعددت بها الألوان.. سيدتي الفراشة حين بسطت جناحيك حنانا ظننت أنني أمام لوحة من بقايا خرائب الروح.. ما أروع الروح حين يسكنها الوضوح وكل ما في الكون معمار فني ينبئ بالقادر المقتدر على تصريف الحي والميت كيف يشاء..”. تعب كلها الحياة، فما أعجب إلا من راغب في ازدياد” قالها المعري ومشى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)