لم يمر تألق البطل الأولمبي توفيق مخلوفي في ألعاب لندن بإحرازه الميدالية الذهبية في سباق 1500م دون أن يخلف موجة من الفرح لدى الجمهور الجزائري ومسؤولي الرياضة في بلادنا، كيف لا وهذا الإنجاز جاء في وقت توالت فيه نكسات الرياضة الجزائرية وغابت فيها التتويجات التي تحققت خلال بعض فترات مسيرتها.
ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نجعل من هذا الإنجاز الذي حققه مخلوفي الشجرة التي تغطي الغابة، على نحو ما ذهب إليه الهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة، عندما أطنب في وصف إنجاز مخلوفي واعتبره ثمار السياسة الرياضية التي انتهجت لحد الآن، ولو حاولنا عبثا تعداد التتويجات التي سجلتها الرياضة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد في تظاهرة الأولمبياد، لوجدنا أن آخر ميدالية ذهبية نالتها الجزائر تعود إلى ألعاب سيدني 2000، وهو ما يعني حسابيا أن المعدن النفيس لم يدخل إلى خزائننا منذ 12 سنة، بل ولم تجن الجزائر سوى ميدالية فضية وأخرى برونزية في أولمبياد بكين 2008 بفضل رياضة واحدة هي الجيدو.
وبالعودة إلى مجريات أولمبياد لندن، فإن الإخفاقات كانت أكثر من النجاحات، وخيبة الأمل كانت كبيرة، ولا نعتقد بأن ذلك كان وليد الصدفة أو القدر تماما كما لا يمكن تصنيف إنجاز مخلوفي في خانة المفاجآت أو الظروف الاستثنائية، طالما أن إخفاق الرياضات الأخرى حدث فوق الميدان وأسبابه معروفة. والميدالية الذهبية التي جنتها الجزائر لحد الآن، جاء بفضل عزيمة مخلوفي الذي تمكن بها من حفظ ما وجه رياضتنا، وبالتالي يمكن استغلالها لتغليط الرأي العام وإيهامه بأن رياضتنا بخير وأن مجهودات هذا القطاع أتت أكلها، لأن سقطات رياضتنا لا نستطيع إخفاءها بميدالية ذهبية كانت مستحقة، لكنها تبقى منعزلة عن واقع رياضي قد لا يكون بالضرورة مثلما وصفه وزيرنا للرياضة الذي لسنا ندري ماذا كان سيقول لو خرجت الجزائر خالية اليدين من التتويجات من العرس الأولمبي اللندني، وبالتالي فهذا الإنجاز لا يلغي الفشل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر نيوز
المصدر : www.djazairnews.info