الجزائر

على الشعوب العربية أن تثق في مثقفيها ونخبها من أجل قيادة التغيير


نحن نعيش على مخزون 9 قرون من فكر ابن رشد وابن سينا وابن عربي وابن خلدونيتحدث الكاتب والباحث أحمد بشيري في هذه الدردشة القصيرة التي جمعتنا به على بعض تيمات عمله الأخير الذي صدر مؤخراً بالعاصمة وقد وسمه الكاتب ب”العقل والحضارة عند ابن رشد وابن سينا وابن خلدون وابن عربي”، الذي يرى المؤلف أنهم القنابل التي أشعلت فتيل النهضة الغربية..
أصدرت مؤخراً كتابك الموسوم ب”العقل والحضارة”، ماذا أراد أن يقول الأستاذ أحمد بشيري من خلال هذا المؤلف؟
ركّزت في هذا العمل على شخصية العقول الأربعة التي أنارت الأمة الإسلامية والعالم ككل، وهي ابن سينا، ابن رشد، ابن خلدون، وابن عربي، كما تركت هذه الشخصيات بصمتها في الحضارة الإسلامية عبر التاريخ.
وقد ترك هؤلاء دون غيرهم من المفكّرين أثرا بالغا في المشهد الفكري والحضاري للأمة الإسلامية، بفضل منظومة فكرية وأخلاقية لم يسبقهم إليها أحد من قبل وفق مبادئ ثلاثة خالدة هي الكونية، العقلية واحترام التعددية، لأن إيمانهم كان عميقا بقدرة المنطق والعقل والحدس. لهذا فقد كان هؤلاء القنابل التي أشعلت فتيل النهضة الغربية، كما كان هؤلاء أهل المعرفة والفهم التحليلي وأرباب مفاتيح المنهجية الفلسفية والعلمية والتاريخية والتصوفية، وهو ما حاولت إبرازه في صفحات هذا العمل.
من خلال دراستك وبحثك هذا في شخصية هؤلاء، هل ترى أن العقل العربي اليوم قادر على ابتكار نظرية معرفية جديدة؟
العقول العربية الموجودة في الخارج، هي قادرة على ذلك، لكونها تجد الجو المناسب لهذا البحث، لكن في الوطن العربي مستحيل..فالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تحيط بالبلدان العربية تجعل هؤلاء يفكرون في التخلّص من هذه الظروف أولاً ومن ثمة الانطلاق نحو البحث والمعرفة.
فقضية البحث العلمي في البلدان العربية ضيفة جدا، ولا تتجاوز الواحد بالمئة، فيما تخصّص الشعوب الأخرى لهؤلاء المفكّرين والباحثين والعلماء كل السبل والإمكانيات المادية والمعنوية للمضي قدما نحو الفكر والعلم والبحث.
من خلال هذه المعطيات أرى أننا لازلنا بعيدين جداً على خلق معرفة جديدة، ولكن هذا لا يعني بأننا نمتلك عقولاً خاملة أو عقول غير منتجة، بل على العكس هناك عقول قادرة على منافسة فكر ابن رشد وابن عربي وابن سينا وابن خلدون، ولكنها لم تتلق الدعم اللازم للتفرغ لهذا المبحث.
على أي مبحث ركّزت في دراستك هذه؟
هو قراءة فلسفية لشخصية هؤلاء المفكرين ولكن القصد منها القول
إن هذه العقول منذ تسعة قرون كانت أكثر إنتاجا وأكثر تجانسا مع عصرها ومعطياته..ولا زال مخزوننا الحضاري هو ما قدموه هم فقط، فنحن لم نقدم أي إضافات أو جديد على ما قدموه، بل رفضنا أن نستثمر في هذه الأفكار التي جاء بها ابن سينا وابن رشد وابن عربي وابن خلدون..
هل من الممكن أن تنتج الثورات العربية عقولاً قادرة على البحث والابتكار وإنتاج الفكر؟
إذا أتيحت لها الفرصة ستفعل..
لكن الفرصة لازالت لم تمنح لها ولن تمنح لها إذا ما بقي المثقف بعيداً عن قيادة هذه الأفكار التي لا زالت وإن أسقطت أنظمة إلا أنها محاصرة سواء في تونس أو في ليبيا أو في مصر، فالمتتبع لما يدور الآن في الساحة العربية وبالتحديد في هذه الدول التي غيّرت مسار التاريخ العربي، فجد أنها لا زالت قابعة تحت وطأة النظام القديم الذي سلط كل وسائله المعرفية والمادية والاقتصادية لإجهاض هذه الشعوب قبل الثورة وربما بعد الثورة.
ولكن رياح التغيير لن تتوقف عند التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي بل ستصل أيضا لتغيير فكري شامل لأن إرادة الشعوب أكبر هذه المرة، لكن أعود وأقول أن كل تغيير يحتاج إلى تأطير وعلى النخب المثقفة في الأوطان العربية أن تأخذ بيد الشعوب من أجل إنجاح مساعي هذه الشعوب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)