على السكة السليمة

يعكس مدى تطور قطاع السكك الحديدية حجم وقوة اقتصاد البلدان، وبالفعل راهنت البلدان الصناعية المختلفة على إرساء وتوسيع شبكتها الحديدية لتكون الأرضية الصلبة لحمل ودفع الديناميكية الصناعية والتجارية، فبدأت بوضع القطار على السكة السليمة.والى سنوات قريبة فقط تفطنت الجزائر إلى هذا الخيار الاستراتيجي ليكون رافدا حيويا للتنمية من خلال تسطير مشاريع مندمجة تمتد في الفضاء الجغرافي يرتقب أن تظهر ثماره في المديين المتوسط والبعيد، وانخرطت في تسطير وتجسيد مشاريع ثقيلة رصدت لها موارد هائلة ينبغي أن تحقق الأهداف المسطرة لها بالحرص على الالتزام بالجودة والآجال.وتتوفر بلادنا على إمكانيات وموارد بشرية ومادية من خلال جملة مؤسسات للدراسات والانجاز والاستغلال قادرة على الارتقاء بهذا النوع المتميز من النقل ليلعب دوره كاملا في التنمية ليس كرافد لها فقط ، وإنما كطرف مساهم في الاستثمار الصناعي والتكنولوجي.غير أن الملفت والداعي لليقظة، أن جملة المشاريع المسطرة تقف أمام تحدي الانجاز الذي يتطلب السهر على الدفع بوتيرته قدما ليكون الجميع في الموعد، بما يتيح للمنظومة الاقتصادية الارتكاز على أرضية نقل صلبة خاصة بفضل التوجه بالسكة الحديدية نحو الهضاب العليا والجنوب الكبير، وبذلك تلعب القاطرة دورا متقدما وملموسا في إنهاء آخر منعرجات العزلة مما يعزز من وتيرة الديناميكية التنموية المستدامة.وفي هذا الإطار من المفيد تسجيل جملة من المكاسب التي حققها قطاع السكة الحديدة بفضل المجهود الهائل للدولة وكذا بفضل الاستقرار الذي يكرسه مناخ الحوار الاجتماعي، ويلمس المواطن والمتعامل تلك التطورات التي تم انجازها، في انتظار أن ترتفع وتيرة العمل في ضوء التوصيات التي أعلنتها الجلسات الوطنية الكبرى لقطاع للنقل وبالذات على مستوى ورشة السكة الحديدة التي دعت بوضوح إلى تسريع مسار انجاز المشاريع وإدخال التكنولوجيات الحديثة وترقية الخدمة العمومية باتجاه المواطنين والمتعاملين، وبذلك يمكن للقاطرة جر المنظومة التنموية قاطبة إلى الآفاق الواسعة المسطرة لها.