الجزائر

على الجزائر التحرّك فورا لمواجهة تداعيات فوضى مالي



حذّر الأستاذ الجامعي في كلّية الاتّصال والعلوم السياسية إسماعيل معراف من تداعيات التوتّر الأمني الذي تعيشه مالي في الفترة الأخيرة، لا سيّما بعد إعلان حركة أزواد عن استقلالها في شمال البلاد منتقدا الدور السلبي الذي تلعبه الجزائر ودول الساحل الإفريقي اتجاه هذه الأوضاع التي عرفت تأزّما بعد الانقلاب الذي قاده عسكريون ضد الرئيس أمادو توريه استنكارا لعجزه عن التحكّم في حركة المتمرّدين الذين أعلنوا مؤخّرا عن دولتهم المستقلّة بشمال مالي. واستبعد معراف من جهة أخرى أيّ تدخّل أجنبي يستهدف الجزائر، الأمر الذي أصبح يتخوّف منه بعض المحلّلين السياسيين ويشيرون إليه مع تأزّم الأوضاع المالية·عبّر الأستاذ الجامعي في كلّية الاتّصال والعلوم السياسية بالعاصمة إسماعيل معراف في تصريح ل (أخبار اليوم) أمس السبت عن استيائه ممّا وصفه بالموقف السلبي الذي تبديه السلطات الجزائرية اتجاه الانزلاق الأمني الخطير الذي تعيشه مالي في الآونة الأخيرة عقب قيادة مجموعة من العسكريين لانقلاب على الرئيس المالي أمادو توريه تعبيرا عن رفضهم للسياسة التي انتهجها هذا الأخير في مواجهة حركة المتمرّدين الطوارق الذين أعلنوا قبل أيّام عن تكوين دولتهم المستقلّة شمال البلاد. وأضاف معراف أن الوضع في مالي حاليا يتميّز بتوتّر أمني وسياسي خطير يسير نحو الهاوية، ويعدّ التقسيم الذي أعلنه المتمرّدون الطوارق مؤخرا حسب تصريحه أكبر دليل على خطورة الوضع الذي آلت إليه الجارة مالي، مشيرا إلى أن الوضع اللّيبي ساهم بشكل كبير في تأزّم الأوضاع شمال وجنوب مالي، خصوصا مع تسرّب كمّ كبير من الأسلحة إلى المنطقة. وحذّر الأستاذ الجامعي إلى جانب ذلك من نشاط ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، موضّحا أن هذا التنظيم طوّر نشاطه في المنطقة انطلاقا من الأراضي المالية، حيث شهدت المدّة الأخيرة بعض التحالفات التي عزّزت تواجد ما يسمّى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي حسب تصريحه كالتحالف الذي حصل بين حركة التوحيد والجهاد وحركة أنصار الدين، ورغم ذلك لم يخف معراف تفاؤله بحدوث نوع من الانفراج الأمني في مالي نظرا لمحاولات الانقلابيين التهدئة من الوضع بإقناع المتمرّدين وحملهم على وضع السلاح للحفاظ على أمن واستقرار البلاد· وأشار الأستاذ الجامعي في هذا الصدد إلى الرؤى المتناقضة لدول الساحل الإفريقي اتجاه قضية مالي رغم خطورتها، كما انتقد في ذات السياق موقف السلطات الجزائرية اتجاه الوضع المالي واصفا إيّاه بالموقف (السيّئ جدّا)، لا سيّما بعد اختطاف القنصل الجزائري بمالي رفقة ستّة من معاونيه عقب اقتحام مقرّ القنصلية من طرف عناصر مجهولة يوم الخميس الفارط ليبقى مصير الرهائن مجهولا إلى حدّ الساعة. غير أن محدّثنا أكّد ما تتداوله أجهزة الإعلام حول الجهة المنفّذة للعملية، حيث صرّح بأن جماعة تعرف باسم التوحيد والجهاد هي من قامت بعملية الاختطاف، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية تلقّت تهديدات من ذلك التنظيم الذي يدعى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تحذّرها من مغبّة التعامل مع الولايات المتّحدة الأمريكية والقيادة الأفروعسكرية، وجدّد في السياق ذاته تحذيره من الأوضاع الأمنية المالية خاصّة في المناطق الحدودية، لا سيّما وأن في الجزائر أيضا هناك قبائل الطوارق المنتشرة في الصحراء الجزائرية كمنطقة الأهفار وتمنراست مستبعدا بذلك أن يقدم هؤلاء على تقسيم البلاد على غرار ما حدث في الأراضي المالية·
أمّا عن إمكانية استهداف الجزائر من خلال التدخّل الأجنبي في مالي فقد أكّد معراف أن هذا غير وارد مع سيطرة ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على مالي، وهو الأمر الذي سيمنع أيّ تدخّل أجنبي، سواء من فرنسا أو من الولايات المتّحدة الأمريكية، موضّحا أن الأوضاع الأمنية في الجزائر مستقرّة لكن الأمر يستدعي الحذر واليقظة لأن الأمر ليس بالهيّن على حدّ تعبيره· هذا، وقد حذّر الكاتب والصحفي والأستاذ الجامعي بكلّية الإعلام والاتّصال بالجزائر عبد العالي رزاقي في مداخلة له في قناة فضائية من الانزلاق الأمني الذي تعيشه مالي مؤخّرا، داعيا إلى الابتعاد عن التركيز على نشاط ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والتنبّه إلى خطر التدخّل الأجنبي الذي يهدّد المنطقة خاصّة من طرف فرنسا· وللإشارة، فإن قادة الانقلاب في مالي أعلنوا استعدادهم لتسليم السلطة لرئيس مؤقّت وحكومة مؤقّتة مقابل حصولهم على عفو رسمي وذلك في اتّفاق إطاري وقّعه قادة الانقلاب مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي أكّد ممثّلها البوركيني جبريا باسوليه في تصريح لتلفزيون مالي أن الطرفين قد توصّلا إلى اتّفاق سيسمح خلال الأيّام القادمة بالعودة إلى العمل بالمؤسسات التي ينصّ عليها الدستور بشكل طبيعي، موضّحا أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستنطلق في تطبيق الإجراءات الرّامية إلى رفع العقوبات التي تمّ فرضها على مالي عقب الانقلاب العسكري الذي حدث في 22 مارس الفارط· وللتذكير، فقد كشفت وزارة الخارجية الجزائرية مساء أوّل أمس الجمعة أنها قامت بإعادة عائلات الدبلوماسيين الجزائريين الذين تمّ اختطافهم إثر اقتحام عناصر مجهولين مسلّحين مقرّ القنصلية بمنطقة غاو المالية إلى الأراضي الجزائرية، حيث أفادت وزارة الخارجية في بيان لها بأن عائلات الدبلوماسيين السبعة وصلوا إلى الأراضي الجزائرية بسلام بعدما تمّ نقلهم على متن طائرة تابعة للقوّات الجوّية الجزائرية في برج باجي مختار إلى قاعدة بوفاريك العسكرية، دون أن تذكر أيّ تفاصيل عن مصير الرّهائن السبعة، وجدّدت بهذا الصدد التزامها بضمان عودتهم، موضّحة أن خلية الأزمة التي شكّلت تتابع تطوّرات هذه القضية·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)