الجزائر

" على الإسلاميين أن يرجعوا إلى حقل الدعوة ويتركوا السياسة التي جلبت للحركة الإسلامية وباء كبيرا "أحمد مراني القيادي السابق في جبهة الإنقاذ المحلة للسلام :




لا يزال أحمد مراني العضو القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة بقرار قضائي من محكمة الجزائر يوم 5 مارس 1992، يواصل تميزه عن باقي قيادات الحركة الاسلامية، ويتابع رحلة البحث عن البديل السياسي بمقترحات قد يمجها البعض، وقد ينتقدها البعض الآخر. في حين قد يتريث عندها البعض الأخير، ليرى فيها مخرجا مرضيا، لأنه يعود بالحركة الإسلامية إلى بر الأمان، ويبعدها عن ملوثات السياسة ولعبة السياسيين.نقتضب من الحوار المطول معه بعض الفقرات ذات الصلة مع المشهد السياسي الراهن. فعن رهان الرئاسيات يرى مراني أن " تحديد موعد الانتخابات الرئاسية المقرر في شهر أفريل 2014، ما زال بعيدا والكلام عنه سابق لأوانه وعليه فإنه لا يمكن تصورها، لأن الأمور صراحة غير واضحة ويحتمل أن تكون انتخابات مسبقة نظرا للوضعية المعاشة اليوم، وعلى هذا الأساس لا يجب أن نسبق الحدث"
أما بشأن تشعب مرامي الرئاسيات وأهداف القائمين عليها، يرى مراني أن هذه قضية متشعبة، حيث أن النظام السياسي الذي أسّسه الراحل هواري بومدين رحمه الله، يتمثل في أقوى مؤسسة في الدولة، وهي المؤسسة العسكرية، ولهذا عندما يكون في أي مرحلة من المراحل فراغ سياسي، فالمشكلة تقع على عاتق الجيش ليتدخل من أجل التحكم في استقرار البلاد، وإجراء انتخابات بالقدر الممكن.
وأما أن الجيش هو الصانع للرئيس، فهذا كلام معقد اليوم ولم يصبح بهذ البساطة، لأن المسألة تتعلق بمصير الدولة، ولكم أن تتصوروا حتى ما يجري في دول العالم، بعد التصفية تبقى على ثلاثة أو أربعة مترشحين، وفي هذا السياق يقودنا الحديث إلى انتخاب الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رحمه الله، لقد دعمه الجيش فعلا، لكن لما وصل إلى سدة الحكم، صار هو الذي يسير البلاد وليس الجيش، والدليل على ذلك أنه رقى من أراد أن يرقي، وأنهى من أراد أن ينهي مهامه.
الدليل الثاني، صحيح أن الجيش دعم ترشح عبد العزيز بوتفليقة، وهذا بشهادة الفريق العماري الذي صرّح بأنهم رشّحوا أقل المترشحين رداءة، ولما أصبح رئيسا، أصبح يزاول كامل مهامه وصلاحياته الدستورية دون استشارة المؤسسة العسكرية.
أما بخصوص الأحزاب، الأجدر أن تلعب دورا مهما في الرئاسيات المقبلة، فبحسب أحمد مراني " لا توجد أحزاب قوية في الجزائر، وإن كان حزب جبهة التحرير هو أقوى الأحزاب، فإنه لم يتحصل خلال الانتخابات التشريعية السابقة سوى على مليون ونصف مليون صوت، مع العلم أن الهيئة الناخبة أكثر من 22 مليون صوت، وعليه فبالنسبة لي، هناك أحزاب سياسية لا تمثل الشعب، ويجدر أن نقول " إن الشعب في واد، والأحزاب في واد آخر، كما هو الشأن بالنسبة للسلطة أيضا ".
في سياق آخر خاص بتقدم التيار السلفي في الجزائر وتأخر التيار الأخواني، يرى مراني أن السلفين متأهبون لدخول ميدان الانتخابات وينصحهم بأن " يهتموا بالدعوة وإصلاح المجتمع، لأن ذلك أهم وأفضل لهم وللمجتمع". مضيفا : أقول لهم تأملوا جيدا ماذا حقّقت الدعوة الإسلامية منذ سنة 1962 إلى 1988،إذ جاءت بإصلاح كبير في المجتمع. وهنا أسألهم ماذا حقّقت التنظيمات الإسلامية منذ سنة 1988 إلى يومنا هذا؟ لقد أصبحت تهتم بالسياسة والجري وراء المناصب وهنا السؤال يطرح نفسه، ماذا حقّقت هذه التنظيمات للدعوة الإسلامية وللمجتمع والبلد بصفة عامة؟ فالجواب لا شيء، وهنا أجزم بأنها حقّقت خلق مشاكل وصراعات ودمار، ونظرا لهذا أنصح الحركة الإسلامية أن تتكفل بالدعوة إلى الله وهداية الناس وإصلاح المجتمع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)