الجزائر

على الأولياء تبديد مخاوف أبنائهم الدراسية



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
يتولد لدى عدد من المتمدرسين الذين هم على موعد مع امتحانات السنة النهائية في مختلف الأطوار التعليمية، نوع من الخوف من احتمال عدم النجاح، رغم أن السنة الدراسية بدأت منذ فترة وجيزة، وبعض التلاميذ لم يتسن لهم حتى الاطلاع على البرنامج المقرر أو التعرف على كل معلميهم، الأمر الذي أثار مخاوف الأولياء الذين سارعوا بدورهم إلى الحد من هذه المخاوف، من خلال الاستعانة بالدروس الخصوصية للتخفيف عنهم.
يرافق الخوف من احتمال عدم نجاح التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا، حسب بعض الأولياء الذين تحدثت إليهم "المساء" طيلة السنة الدراسية، وفي المقابل يسارعون في محاولة التخفيف منها، حسبما جاء على ألسنتهم، إلى التفكير سريعا في دعم أبنائهم بالدروس الخصوصية، والضغط عليهم لتحصيل النجاح ولا شيء غير النجاح، غير أن هذا الأسلوب المنتهج عوض التخفيف من المخاوف، يزيد منها، ف«ما رأي المختصين في الموضوع؟".
ترى نعيمة بهلول، أخصائية في برامج التفوق المدرسي في معرض حديثها مع "المساء"، أن الشعور بالخوف يفترض أنه شعور عادي وطبيعي، غير أن تحول هذا الخوف إلى هاجس لديهم من الفشل واحتمال عدم النجاح يطرح إشكالا كبيرا، ويتطلب إعادة النظر في هذه الحالة النفسية للمتمدرس، لأن هذا لا يقتصر فقط على التلاميذ المجتهدين، إنما حالة تمس كل المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية بمختلف الأطوار، هذا من جهة.
من جهة أخرى، توضح المتحدثة "أن الأولياء يضغطون على أولادهم دراسيا، ويذهب بعضهم إلى حد التهديد والضرب، الأمر الذي يعمق الشعور بالخوف الذي يصاحبه شعور بالرعب، لأنهم يضعون بين أعينهم، أن الحصول على نتائج متوسطة
أو ضعيفة خلال السنة، يقود إلى الفشل ويعرضهم لكل أنواع الشتائم والعقاب، مما يعمق الشعور بالخوف الذي يتسبب فيه أولياؤهم عن غير قصد، بسبب خوفهم أيضا غير المعلن.
ما يجب على الأولياء العمل به، حسب الأخصائية، كونهم مسؤولين إلى حد كبير على الحالة النفسية التي يعاني منها أبناؤهم، تشجيعهم وتجنب مقارنتهم بغيرهم، والقول مثلا "فلان أحسن منك، وخير منك وأذكى منك، وأنت غبي وضعيف"، لأن مثل هذا التصرفات تتسبب في إضعاف ثقتهم في أنفسهم، الأمر الذي يعزز المخاوف وينعكس على مستواهم الدراسي.
وعن المطلوب لمعالجة هذه المخاوف منذ بداية الموسم الدراسي، أوضحت الأخصائية، أنه يقع على عاتق الأولياء مرافقة أبنائهم منذ الأيام الأولى من الدراسة، وتشجيعهم ومحاولة معرفة الأسباب التي تعزز مخاوفهم لمعالجتها إما بالدروس الخصوصية أو في البيت، أو حتى بالتواصل معهم والحديث إليهم، للتخفيف من المخاوف وتبديدها.
بينما تقع المسؤولية الثانية، حسب الأخصائية، على عاتق الأساتذة كذلك، من خلال التقرب أيضا منهم ومعرفة أسباب تخوفاتهم التي ترجع عادة إلى ضعفهم في بعض المواد، كل هذا من شأنه أن يعزز ثقتهم في أنفسهم، مشيرة في السياق إلى أن "بعض المتمدرسين تكون لديهم درجة خوف كبيرة، في هذه الحالة يصبح إخضاعهم لمختص نفسي ضرورة ملحة حتى لا تتطور الحالة إلى مرض نفسي يطول علاجه".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)