تحتل المفاهيم مكان الصدارة في ميدان المعارف والعلوم، فما من عالم إلاّ وشأنه أن يستخدم المفاهيم استخداما، وما من علم إلاّ وشأنه حمل مفاهيمه الخاصة به، التي تبني هويته وتعطيه مكانته بين غيره من العلوم. فالمفاهيم مفاتيح المعارف، ولا يمكن لمعرفة أن تقوم إلاّ بمفاهيمها الخاصة، وهي على نوعين: مفاهيم ترتبط بعلم دون غيره، تترعرع به وتستقر فيه، فتبقى وفية له، لا تغادره إلى ما سواه، ومفاهيم أخرى تهاجر بين العلوم و المعارف، فتعيش بين مجموعة من التخصصات المعرفية، تذهب وتجيء بين هذه المعرفة وتلك، وبين هذا العلم وذاك، مكوّنة بهذا تخصصات جديدة، تحمل جينات علمين معا أو أكثر، فاللسانيات الاجتماعية على سبيل الذكر هي نتيجة لتضافر علمين مختلفين هما: اللسانيات وعلم الاجتماع، مما وَلّد تخصصا جديدا هو "اللسانيات الاجتماعية" وعليه؛ فالتضافر بين المفاهيم يؤدي بالضرورة إلى التضافر بين التخصصات، وهذا ما سنسلط عليه الضوء في هذا المقال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/02/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - إبرير سمية
المصدر : El-Tawassol التواصل Volume 21, Numéro 3, Pages 191-199 2015-09-30