يركّز علم الحاسوب على دراسة المعالجة الآلية للمعلومات (أو على الأقل يركّز على الأنظمة الفيزيائية للرموز، والتي تحدّد المعلومات) باستخدام جهاز الحاسوب. تمكّن مبرمجو الحاسوب من تطوير البرامج التي تسمح للحاسوب بتنفيذ المهام التي يحتاج الإنسان إلى استخدام العقل لحلّها. ومثال بسيط على ذلك هو عملية الضرب، إذ أنّه من الواضح أنّ الحاسب لا يستخدم العقل في عملية الضرب. هنا يتبادر إلى الذهن سؤال: «هل من الممكن أن يأتي يوم يصبح للحاسب ما يدعى العقل؟». دفع هذا السؤال إلى مقدّمة النقاشات الفلسفية كثيراً بسبب الأبحاث في مجال الذكاء الصناعي.
ضمن نطاق الذكاء الصناعي هناك فرق بين برامج الأبحاث المتواضعة وبين الأبحاث الطموحة: وهذا الفرق صاغه جون سورل بوضع تصنيف ذكاء اصطناعي قويّ و ذكاء اصطناعي ضعيف. الهدف الأساسي من الذكاء الاصطناعي الضعيف حسب سورل هو المحاكاة الناجحة للحالات الذهنية بدون أيّة محاولة لجعل الحاسب واعياً أو مدركاً لذلك. بالمقابل، فإنّ الهدف من الذكاء الصناعي القويّ حسب سورل، هو جعل الحاسوب مماثلاً للتفكير البشري. يعدّ آلان تورنغ أحد الروّاد في مجال الذكاء الاصطناعي 'القويّ'، والذي قام بوضع اختبار تورنغ الشهير كإجابة للسؤال: «هل يستطيع الكمبيوتر التفكير؟». آمن تورنغ أنّ الحاسب يمكن أن يقال عنه أنه “يفكّر”، إذا وضع في حجرة بمفرده بجوار حجرة أخرى فيها إنسان لديه نفس الأسئلة التي تطرح عليه من قبل إنسان يمثل الطرف الثالث، وكانت ردود الحاسوب بشكل لا يمكن التمييز بينها وبين ردود الإنسان الذي يحلّ الأسئلة. فمن حيث المبدأ، تتبع نظرة تورينغ حول ذكاء الآلات النموذج السلوكي للعقل بشكل أساسي — وهو أنّ الذكاء هو ما يفعله الذكاء —. تلقّى اختبار تورنغ الكثير من الانتقادات، ومن ضمن هذه الانتقادات الأكثر شهرة على الأغلب التجربة الفكرية التي صاغها سورل تحت اسم 'الغرفة الصينية'.
جون سورل هو واحد من أكثر فلاسفة العقل تأثيراً ومن دعاة المذهب الطبيعي الحيوي (بيركلي 2002))
السؤال حول مدى حساسية الحواسيب أو الروبوتات لازال مفتوحاً. يؤمن بعض علماء الحاسوب أنّ تخصّص الذكاء الاصطناعي هذا ما زال بمقدوره إصدار إسهامات جديدة لحلّ مسألة العقل والجسد. وقد اقترحوا لذلك، أنه بناءً على علاقة التأثير المتبادل بين البرمجيات والعتاد التي تحدث في جميع الحواسيب، فإنّه من الممكن في يومٍ ما أن تكتشف نظريات تساعدنا على فهم العلاقة المتبادلة بين عقل الإنسان والدماغ
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/08/2019
مضاف من طرف : 123nassim
صاحب المقال : nassim ait kebir