صعدت روسيا أمس من حدة لهجتها باتجاه المعارضة السورية والدول الواقفة إلى جانبها بعد ان اتهمتها بالسعي إلى كسب الدعم العسكري الغربي لمواجهة القوات النظامية مما قد يقود سوريا إلى متاهة الحرب الأهلية.
وكثف رئيس الدبلوماسية الروسي سيرغي لافروف منذ بداية الأسبوع من رسائل لومه باتجاه المعارضة السورية والدول الغربية والعربية التي شاركت في مؤتمر ''أصدقاء سوريا'' بمدينة اسطنبول التركية الأحد الأخير وانتهى بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري.
وشكك لافروف في إمكانية ان تتمكن المعارضة حتى ولو تم تسليحها كليا من هزيمة الجيش النظامي السوري وقال ''حتى ولو تم تسليح المعارضة فإنه لا يمكن لها هزيمة الجيش السوري وسنشهد فقط مجازر لسنوات طويلة''.واتهم لافروف ''أصدقاء سوريا'' بالسعي إلى إفشال مخطط التسوية الذي اقترحه كوفي عنان الوسيط الدولي في الازمة السورية والذي وافقت عليه دمشق وذلك من خلال دفع المعارضة إلى رفض الحوار من اجل تمكينها من تمويلها وتسليحها.وحتى وان اعتبر لافروف انه يتوجب على سوريا القيام بالخطوة الاولى لتطبيق مخطط عنان فإنه بالمقابل لم يشر إلى استمرار عمليات القمع ورفض تحديد مهل لتعهدات نظام الرئيس بشار الأسد بالشروع فوريا في سحب قواته العسكرية والانتهاء من ذلك قبل الثلاثاء المقبل التاريخ الذي حدده عنان لتنفيذ خطته للتسوية.
ولكن دمشق أكدت أنها اتفقت مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا على بدء عملية انسحاب الآليات العسكرية الثقيلة بتاريخ العاشر من افريل الجاري وليس الانسحاب الكامل للجيش والقوات المسلحة من المدن المتواجد فيها.
وهو ما جعل الدول الغربية تشكك في نية دمشق في الإيفاء بتعهداتها واعتبرت أنها تلعب على عامل الوقت من اجل مواصلة تنفيذ حلولها الأمنية لاحتواء وضع دام جد خطير.
واجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس لمناقشة مشروع قرار اقترحته كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة يطالب سوريا باحترام المهلة التي حددها عنان حتى العاشر من الشهر الحالي لوقف جميع النشاطات العسكرية في المدن. كما يحث مشروع القرار المعارضة السورية على وضع حد لعملياتها ضد وحدات الجيش النظامي بعد مرور 48 ساعة من وقف هذا الأخير لكل عملياته.
واستنادا إلى دبلوماسيين فان مشروع القرار تضمن الإشارة إلى ان المجلس ''سيبحث أي إجراء أخر يراه مناسبا إذا لم تحترم دمشق تعهداتها''.
لكل بداية نهاية، ولكل مقدمة خاتمة، وهو ما لن تحيد عنه تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'',2011 التي تعرف فعالياتها نقطة الاختتام هذا الشهر، وفي هذا السياق، تنّظم جملة من السهرات الفنية المتنوعة والمعارض المختلفة، علاوة على استعراض شعبي يشارك في تنشيطه 518 شخصا من 48 فرقة فنية وفلكلورية.
تتواصل فعاليات اختتام تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية,''2011 التي انطلقت فعالياتها الأربعاء الماضي، بتنظيم حفلات في الفن الأندلسي بطبعة تلمسانية محضة، وفي هذا الصدد، تنشط سهرة اليوم بدار الثقافة ''عبد القادر علولة''، جمعية ''القرطبية'' و''الموحدية'' من ندرومة، وتستمر السهرات الفنية بالدار، وهذه المرة في طابع الإنشاد والمديح الديني يومي التاسع والعاشر من شهر أفريل الجاري، بإحيائها من طرف فرق للإنشاد والمديح الديني، على غرار المجموعة الصوتية ''شباب محمد''، فرقة ''الريحان'' للإنشاد والمديح الديني، فرقة ''مسك الأنس'' وفرقة ''الإشراق''.
أما يوم 12 أفريل، فسيعرف تنظيم حفل بقصر الإمامة، وهذا بقيادة المايسترو ياسين حماس، وأداء المطربين توفيق بن غبريط، ليلى بورصالي، زكية قارة تركي وطالب ين دياب، تعقبها حفلات في مختلف الطبوع في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 أفريل الجاري بدار الثقافة، من تنشيط الفكاهي عبد الباقي لاغا، قيادة الجوق الأندلسي لطفي أحمد يعقوب، وإحياء كل من المطربة نسرين غنيم، حاج قاسم إبراهيم، حصي سيدي أحمد، ليلى بن مراح، عز الدين بوعبد الله، عباس قايد سليمان وغيرهم.
من جهته، يعرف مسرح الهواء الطلق، الكدية، احتضان سهرات غنائية متنوعة، وهذا ابتداء من 13 أفريل إلى 16من نفس الشهر، بقيادة جوق ''عبد المالك موساوي''، وإحياء عدد كبير من الفنانين المحليين نذكر من بينهم؛ عمر بلخوجة، الشاب رضوان، أمينة موقار، زليخة الندرومية، الشاب فتحي، عبد العظيم خليل، رجاء مزيان، فرقة ''الديوان''، عبد الناصر غافور، موساوي عبد الحفيظ، بدر الدين خلدون والشاب أنور.
ولم يقتصر برنامج اختتام هذه التظاهرة على الموسيقى والطرب فقط، بل يتضمن أيضا تنظيم معارض مختلفة حول الصناعات التقليدية والخزف، صور مدينة تلمسان، الأكلات والحلويات الشعبية التقليدية، اللباس والزي التقليدي، الكتاب والسياحة وغيرها.
أما عن الاستعراض الشعبي الذي سينظم يوم 13 أفريل، فسيتم تنشيطه من طرف 48 فرقة تضم 518 عضوا، نذكر من تلمسان الفرقة النحاسية، الكشافة الإسلامية، الفرقة الفلكلورية لجمعية ''هواري بومدين'' الثقافية لرقصة العلاوي والدارة سبدو، فرقة ''الجوهرة''(قرقابو)، فرقة ''الكوثر'' للإنشاد والمديح الديني، الفرقة الفلكلورية ''تزغوين العرفاء'' لرقصة العلاوي سوق الثلاثاء، فرقة ''الريان'' للإنشاد والمديح الديني سيدي السنوسي سيدي العبدلي.
وستشارك في الاستعراض الشعبي فرق من ولايات أخرى، مثل فرقة ''أهل الديوان'' من وهران، الجمعية الفلكلورية ''أولاد سيدي بريك'' من عين تيموشنت، الجمعية الثقافية حماية التراث من سيدي بلعباس، جمعية ''أحباب شرشال'' الثقافية من تيبازة، فرقة ''أفراح'' والرقص الشعبي من النعامة وغيرها-.
ينظم المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تم''ازيغت''، بالتعاون مع مخبر براغراف (جامعة باريس 8 وجامعة سارجي بونتواز) ملتقى دوليا حول ''اللغات ذات الانتشار الضعيف على شبكة الانترنت: ''رقمنة، معايير وأبحاث''، وذلك من 26 إلى 28 أفريل الجاري بولاية بومرداس.
الملتقى هو امتداد للملتقيات الثلاث السابقة، وهي ملتقى ''علم معاجم اللغات ذات الانتشار الضعيف (حالة تمازيغت) بتيبازة عام ,2010 وملتقى ''تقنيات الإعلام والاتصال الخاصة بالتربية وطرق تعليم وتعلم اللغات'' بتيبازة في ماي ,2009 وملتقى جوان 2008 الخاص بـ''التنميط والرقمنة'': المكتبة الرقمية الأمازيغية والتعلم الإلكتروني''.
يلقي ملتقى ''اللغات ذات الإنتشار الضعيف على شبكة الأنترنت: رقمنة معايير وأبحاث'' الضوء على الحالة الراهنة لحضور اللغات ذات الانتشار الضعيف ـ خاصة تمازيغت ـ على شبكة الأنترنت، بالإضافة إلى العوائق التي تواجهها على المستويات الثلاث: الرقمنة، التنميط والبحث في المحتويات النصية، كما يقترح الملتقى من جهة أخرى، حلولا لنشر هذه اللغات عبر الشبكة.
للإشارة، فإن اللغات ذات الانتشار الضعيف، ومهما كان بعدها الجغرافي، تضع الباحث أمام مجموعة من المسائل الملحة حول تنظيم تعليم هذه اللغات والتكفل الإعلامي بها وأسسها اللغوية الاجتماعية وإيديولوجياتها اللغوية الحالية.
يطرح الملتقى مسألة اللغات في عصر الرقمية والأنترنت من خلال11 محورا، منها ''تطور تقنيات الإعلام والاتصال وتأثيرها على المجتمعات العربية وعلى الروابط الاجتماعية''، ''اللغات ذات الانتشار الضعيف، اللغات الجهوية''، لغات الأقليات، شبكة الأنترنت والتنمية المستدامة''، ''اللغة متعددة الأسماء غير المنمطة وذات الانتشار الضعيف: ماهي الحلول الرقمية؟ وكذا ''دراسة الحالة الراهنة وآفاق المصادر اللغوية والثقافية مع اهتمام خاص بالمصادر التربوية (معاجم قواميس، كتب تعليم وتعلم اللغات وإدراجها على الأنترنت'' وغيرها من المحاور.إن إنجاز قواعد البيانات المعجمية بما فيها المدونات والمصادر بكل أصنافها المصوغة، بما يتناسب مع استعمال معلوماتي إحدى الوسائل الأكثر ضمانا، للمحافظة على اللغات ذات الانتشار والوظيفة الاجتماعية الضعيفين، وتطويرها، فإعداد هذه المدونات لمعالجة آلية، هو عمل أساسي، كونه يشغل حيزا جوهريا ضمن اهتمامات المعلوماتيين وعلماء اللغة، كما لا يمكن تجاهلها في زمن الأنترنت والمعلوماتية التي شملت كل الميادين، فلا يمكن الاستخراج الآلي الناجح للمعطيات إلا بعد تحليل لساني ناجح.
للتذكير، فإن اللجنة العلمية للملتقى تتشكل من عدة شخصيات علمية مرموقة، تمثل العديد من الجامعات الجزائرية؛ كجامعة الجزائر، بجاية، السانية بوهران وغيرها، إضافة إلى مراكز البحث التابعة أغلبها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما تحضر جامعات أخرى أجنبية؛ كجامعة كاليفورنيا، جامعة الرباط بالمغرب وجامعة انطونين بلبنان، ناهيك عن حضور الجامعات والمخابر الفرنسية.
القدس المدينة المعشوقة من التاريخ، مدينة قلدتها السماء أوسمة النبوءات وزينتها بالنبي الخاتم المبارك الذي جاء ذكره في التوراة والإنجيل فكانت مسراه ومعراجه وقبلته الأولى، المدينة السماوية التي يعمل الصهاينة على تحريفها وإيهام العالم انها مدينتهم رغم أن كل ما في القدس يكذب هذه الدعاوى وكل الحفريات الجارية والسابقة فندت مزاعمهم وأبطلت أساطيرهم لأنها مدينة لكل الديانات، ونظرا لما تتعرض له القدس من محاولة محو وتمسيخ، استضافت ''الجاحظية'' الأديب جهاد أحمد صالح الذي جاء رفقة الوفد الفلسطيني لإحياء الأيام الثقافية الفلسطينية بتلمسان العاصمة الاسلامية ليلقي محاضرة بعنوان »المشهد الثقافي للقدس اليوم«.
كان يوم أول أمس بالجمعية الثقافية ''الجاحظية'' يوما فلسطينيا ومقدسا بامتياز، حيث غصت قاعة المحاضرات بالوجوه الثقافية لاستقصاء أخبار القدس والتعرف على حالها الثقافي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية والاسلامية وعلى رأس قائمتها مدينة القدس.
الأستاذ جهاد أحمد صالح عبّر عن سعادته بوجوده في الجزائر وعن حزنه وهو يقدم مداخلته على منبر الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار الذي كانت تربطه به علاقة حميمية.
وأضاف ضيف الجاحظية أن الحديث عن القدس حديث طويل، وكثيرا من الكتاب أعطوا القدس حقها وكتبوا عنها الكثير ولا توجد مدينة كتب عنها كما كتب عن القدس مهبط الديانات السماوية الثلاث وتأسف جهاد أحمد صالح عن القدس التي بدل أن تكون مدينة السلام كانت مدارا للصراعات وأنها - القدس- لم تنل التتبع من العالم العربي الاسلامي سنة النكبة 1948 كما أنها لم تنل حقها من الرأي العام العالمي في القرن العشرين وعن دور أعلام القدس خلال النهضة ومرحلة التنوير من 1850 الى 1948 أكد المحاضر أنها - القدس- كانت مدينة إشعاع ومصدر فكر وثقافة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي لما تمتعت به من تلاق للديانات والثقافات واختلاط أهالي القدس والقادمين إليها للحج، والقوة التي استعمرت القدس من رومان والفتوحات الإسلامية والهجرات المتتالية، مما نتج عن هذا كله اختلاط فريد في العالم وتآخ مسيحي - إسلامي منذ العهدة العمرية وحتى مع اليهود قبل ظهور الصهيونية، حيث كان التجانس والتآخي وكان هناك إشعاع ثقافي.
كما أوضح الأستاذ جهاد أنه كانت خلال الحقبة العثمانية بمدينة القدس مدارس تعليمية وتبشيرية وذلك من خلال موافقة الدولة العثمانية على نشاطات الطوائف المسيحية الأخرى وهذا ما ساهم في انتشار التعليم واللغات المختلفة بشكل واسع، مما أدى إلى بروز أعلام ورواد كبار هم رواد النهضة والتجديد في الحركة الفكرية والأدبية من صحف ومطابع حيث كان في القدس سنة 1908 الى 1916 (37 مجلة وصحيفة) بعد اعلان دستور 1920 كما انتشرت أعمال الترجمة مما ساهم في ظهور نهضة فكرية.
وأضاف الضيف الفلسطيني أن ما تميزت به فلسطين هو تفردها من ناحية الترجمة الروسية، كما انشئت الكثير من المدارس ودار للمعلين وقد تمت الترجمة لكبار الأدباء الروس، كما انتشرت الأندية الأدبية لمختلف الطوائف مما ساهم في انتشار الثقافة زيادة على وصول الكثير من المستشرقين الأوروبيين والمؤرخين وخصوصا الفلسطينيين الذين اعتبروا القدس مدينة الله.
أما من ناحية المكتبات، فقد اكد المحاضر أنها كانت منتشرة بكثرة وذلك بفضل تعدد الطوائف، حيث كان يوجد بالقدس وحدها قبل سنة (1948) 34 مكتبة عامة فيها الكثير من المخطوطات، بالإضافة الى وجود محطتين للإذاعة.
وعن النشاطات الفنية التي كانت في القدس، فقد أشار المحاضر إلى أن الفرق الفنية كانت تزور القدس وأن الفنان الذي يريد أن يكوّن له اسما فنيا كان عليه أن يلمع أولا بالقدس.
وأكد المحاضر أن المدينة المقدسة كانت أساس الهجمة الصهيونية التي كانت المنظمة الصهيونية تدعو اليهود الى الهجرة إليها كما عملت الصهيونية في القدس الغربية قبل 1967 وحتى 1967 على محو كل الآثار العربية وكان همّ الصهاينة محو التراث الفلسطيني العربي والإسلامي والمسيحي ووضعوا لذلك مخططات طويلة المدى لاقتلاع الجذور التاريخية للقدس لمحاولة تهويدها، لكن في هذه المرحلة - يضيف المحاضر- تزداد وطأة الاجراءات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، حيث منعتهم حتى من ترميم بيوتهم بالإضافة الى السيطرة على كل الأرض والممتلكات التي يطلقون عليها الصهاينة »ملكية الغائبين«.
وأضاف الأستاذ جهاد أن الأخطر من كل ذلك هو اجتثاث التراث الفلسطيني ومحوه من الذاكرة ومنع أي نشاط ثقافي عربي أو فلسطيني يذكّر بالعربية وبالاسلام، كما عمل الصهاينة على غلق النوادي والمرافق الأدبية ومن ضمنها بيت الشعر، كما يعمل الصهاينة الآن على الحفر تحت المسجد الأقصى والكنائس ويحاولون ايضا بث بذور الفتنة في أراضي الأوقاف بين المسلمين والمسيحيين من خلال تشجيع طرف على طرف آخر.
وأضاف الأديب الفلسطيني جهاد أحمد صالح في كلمته أن الحياة الثقافية في القدس حياة صعبة للغاية وأن تهريب الكتاب إلى مدينة القدس يشابه تهريب السلاح، حيث يتم سد جميع منافذ المعرفة، »فنحن نعاني معاناة قاسية في المجال الفكري والثقافي ولم نجد من الأشقاء الضغط الكافي على الدول للضغط على اسرائيل، انتزعنا اعتراف اليونسكو بعضوية فلسطين ووضعنا كافة الآثار المسيحية والإسلامية ضمن تصنيف هذه الآثار بأنها ملك للإنسانية وهذا انتصار كبير لا يقل عن الاعتراف بدولة فلسطين«.
ودعا المحاضر في آخر كلمته الأشقاء العرب والمسلمين والمنظمات الثقافية للوقوف مع فلسطين ومواجهة تهويد مدينة القدس التي تتعرض فعليا لمؤامرة كبيرة، الهدف منها تدمير الأقصى.
يشكل الكتاب بالنسبة للطفل مصدرا هاما للمعرفة، كونه منبع العلم والثقافة والترفيه كذلك، ولذلك، فإن الحديث عن أهمية توطيد علاقة الطرفين ببعضهما البعض لا ينضب. كما أن عقد الملتقيات والأيام الدراسية حول الطفل والقراءة أو الطفل والكتاب، أو حتى إقامة مهرجانات تعني بهذا الجانب من حياة الطفل، يعتبر من جهته رافدا آخر من روافد التأسيس لثقافة الكتاب لدى أجيال المستقبل.
وحتى تكون المطالعة حقا لكل طفل، احتضنت بلدية العطف بولاية غرداية، مؤخرا، ملتقى دوليا حول الطفل والكتاب، اختير له شعار ''حتى تكون المطالعة حق كل طفل في العالم''. شارك فيه ثلة من الأساتذة المختصين من جامعات الوطن، بالإضافة إلى ضيوف من المغرب، تونس، قطر، سوريا، فلسطين، الأردن وفرنسا. وتم خلاله، مناقشة محاور تتعلق أساسا بعلاقة الطفل والكتاب.
ومما لا شك فيه، أن للكتاب أهمية كبيرة بالنسبة إلى الطفل، ولكن، يمكننا القول؛ إن كتاب الطفل يعوّد الطفل على التأمل والتفكير في نفسه وفيما حوله، ويدفعه إلى طرح الأسئلة عن كل شيء، كما أن الغاية المرجوة من الكتاب هي الحفاظ على الارتباط الدائم بين نمو الطفل الجسدي ونموه العقلي والإدراكي، بما يضمن حمايته من أي انقطاع قد يصيب نمو شخصيته، وهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى. ولكن ما دور المطالعة في تنمية الطفل لغويا، معرفيا وقيميّا؟وما دور العوامل المختلفة المتعلقة بذلك من كتاب وإعلام وغيرها، في إطار عصر العولمة والمجتمع الالكتروني؟ ما هي أهم الآليات الفنية، الجمالية والموضوعاتية التي يجب توفرها في العمل الإبداعي الموجه للطفل على اختلاف أشكاله وأنواعه؟ هي الإشكالية التي دار حولها النقاش في ملتقى بلدية العطف المنظم من طرف جمعية الطفولة السعيدة، التي قامت من جهتها على مدار أكثر من عشر سنوات، بتأطير أزيد من عشرة آلاف طفل في فضاءات حرة، سميت بـ: مراكز المطالعة والترفيه والتربية المدنية للأطفال. وهي تجربة خاصة تهدف لتحبيب الكتاب والقراءة الإيجابية لأطفال المدارس، وفق منظور جديد يقوم على ربط القراءة بالمتعة، أو التعليم بالترفيه، ضمن مراكز ''المطالعة الصيفية'' التي استقطبت آلاف الأطفال على مدار سنوات.
وبعد سنوات من الممارسة الميدانية واستقطاب إعداد متزايدة من طالبي التعليم والاستمتاع بالكتاب، فإن تجربة ''مراكز المطالعة'' تستحق التعميم لضمان استمرارية هذا المشروع الحضاري. ولهذا، فإن جمعية الطفولة السعيدة قد تمكنت من تأسيس تقاليد علمية ومنهجية جديدة في عملها، من خلال مختلف المقاربات النظرية والإجرائية التي تقدم بها نخبة من الباحثين والأساتذة.
وتأتي تجربة ''مراكز المطالعة'' شبيهة إلى حد كبير بمهرجان ''القراءة في احتفال'' التي تشرف عليه وزارة الثقافة، والذي انطلق كمشروع في ,2009 وتأسس كمهرجان سنوي يقام في العطل الدراسية لتقريب الكتاب من الطفل، والبحث متواصل في مجال ربط الطفل بحقول معرفية عديدة، سواء تلك التي تشملها علوم النفس والاجتماع وفزيولوجيا الطفل، أو تلك المتعلقة بالجانب الإبداعي المتمثل في الكتاب التقليدي، الكتاب الإلكتروني والرسوم المتحركة. وتتقاطع الفعالتين في الهدف المرجو الوصول إليه، وهو نقل أنشطة المدرسة إلى المجتمع بأساليب ممتعة تتناسب واحتياجات الطفل العلمية والترفيهية-.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : حنان. س
المصدر : www.el-massa.com