تقف ليبيا بعد عام من اندلاع ثورة "17 فبراير" أمام تحديات سياسية وأمنية كبيرة سيما بعد عجز النظام الليبي الجديد عن النجاح في مهمة جمع الأسلحة وإقناع المليشيات المسلحة بالانضمام إلى الجيش الليبي النظامي من أجل إعادة الاستقرار وضمان عدم تقسيم ليبيا.
تجمع التقارير على أن الثورة الليبية التي نجحت في إزاحة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي من على كرسي الحكم في ليبيا بعد 42 سنة من الاستبداد، تواجه تحديدات كبيرة على عكس الثورة التونسية والمصرية. ففي ليبيا لم يكن رحيل القذافي أمرا سهلا ولاتزال تداعياته خطيرة سيما في علاقاتها مع دول الجوار التي أصبحت تنظر إلى ليبيا على أنها تهديد لأمن حدودها بسبب الانتشار الكثيف للأسلحة والتهريب وهو ما يزعج كل من الجزائر وتونس ومصر وحتى النيجر ومالي التي تربطها حدود جغرافية مشتركة مع ليبيا.
وعاشت عدة مدن ليبية في مقدمتها بنغازي التي كانت شرارة ثورة 17 فيفري، أجواء احتفالية بمرور عام على اندلاع الثورة وسط حالة من الحذر الشديد والخوف من انتشار الميليشيات المسلحة؛ حيث لم يمنع رحيل القذافي من استمرار حالة الصراع على السلطة في ليبيا بحكم النسيج القبلي المعتقد لايزال محتدما بين القبائل التي تعتقد بأنه كان لها الفضل الكبير في سقوط القذافي وبين القبائل التي تريد لعب دور في ليبيا لتجنب الانقسام، ويأمل الشعب الليبي في تخطي تلك المرحلة في تقسيم المناصب القيادية للبلاد وتجنب البلاد المزيد من الصراعات، وهو ما يجعل من المشهد الليبي مفتوحا على جميع الاحتمالات وهو الأمر ما دعا بمصطفى عبد الجليل رئيس الانتقالي الليبي إلى التهديد بأن السلطات الليبية ستقوم بالرد بقوة على كل شخص يهدد أمن واستقرار البلاد التي تأمل في اجتياز الاختبار السياسي لتشكيل نظام جديد عبر انتخابات المؤتمر الوطني المقررة في جوان القادم. وقد بدأت تيارات عدة التحضير جديا لهذه الانتخابات التي ستحدد شكل الدستور الجديد، مع إعلان تأسيس أحزاب جديدة ستخوض غمار منافسات حرة للمرة الأولى منذ عقود. وتتوزع هذه الأحزاب على انتماءات مختلفة بينها التيار الإسلامي ممثلا بـ"الإخوان المسلمين" والجهاديين السابقين "الجماعة المقاتلة"، والتيار الوطني الذي تمثّله أطراف عدة على رأسها "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" المتوقع أن تحلّ نفسها هذا الشهر وتتحوّل إلى حزب سياسي.
علال محمد
اشتباكات في جنوب شرق ليبيا
نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عشية احتفال ليبيا بمرور عام على ثور "17 فبراير" ، نقلا عن قبائل ليبية أن مواجهات مسلحة لاتزال مستمرة في أقصى جنوب شرق ليبيا، مسفرة عن سقوط عشرات القتلى بين قبيلتين متناحرتين للسيطرة على أراض. وقالت "رويترز" إن أعمال العنف اندلعت في مطلع الاسبوع الماضي في مدينة الكفرة النائية واستمرت منذ ذلك الوقت وهو ما يسلط الضوء على صعوبة فرض القانون في الدولة الصحراوية التي تتناثر فيها الكثافة السكانية. ويجد المجلس الوطني الانتقالي صعوبة في بسط سيطرته على أنحاء البلاد مع تنازع الميليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد بعد الاطاحة بمعمر القذافي. وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي إن مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. وقال عبد الباري ادريس، المسؤول الامني بقبيلة الزوي لرويترز إن الوضع لايزال معقدا. ومضى قائلا "جماعة التبو هاجمت المدينة بقذائف المورتر ونيران قناصة" مضيفا أن التبو حصلوا على تعزيزات من بلدات صحراوية أخرى.
الوكالات
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com