إن الطِّبَاعَ البشرية والعادات الإنسانية كثيرا ما تختلف وتتباين، بل أحيانا تتناقض، ويكفي أن هيئة الإنسان بين ذكر وأنثى في التمايز غير خفية . والرجل والمرأة إذا اقترنا بالرباط الشرعي والوثاق السكني يكون في أول أمره جميلا ينضح بالمثالية ويقطر بالمودة والتسامح ويشيع في أنحائه الفرح والمرح . ولكن مع الأيام قد تفتر تلك المشاعر وقد ينقلب لون تلك الحياة، فقد يصل إلى الصدام، ويصير إلى غير وئام . وهنا يأتي الشرع ليصحح المسار ويعيد الأمر إلى نصابه . وكما أن الانحراف عن المنهج يكون من الزوجة فقد يكون كذلك من الزوج، بل قد يكون منهما جميعا . وهذا ما يُعرف في الاصطلاح الشرعي بالنشوز . ولما كانت الأحكام المتعلقة بانحراف المرأة أكثر تفصيلا كان هذا البحث خاصا بنشوز الزوجة، ولعل بحثا يلي هذا يكون عن نشوز الزوج وعن نشوز الزوجين جميعا . هذا مع الإشارة إلى أن الدراسة المستوعبة لمذاهب الفقهاء لهذا الموضوع ستطيل البحث وتخرجه عن حجمه المقبول، لذلك كان الاقتصار على المذهب المالكي فحسب .
![تنزيل الملف](https://www.vitaminedz.com/images/puce.webp)
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد العزيز بن سايب
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 16, Numéro 27, Pages 173-205 2015-06-01