عقب تفكيك عصابة تنشط عبر ست ولايات استرجاع قطع أثرية نادرة تعود للحقبة الفينيقية

وضعت مصالح الدرك الوطني حدا لنشاط عصابة وطنية مختصة في المتاجرة بالقطع الأثرية، تنشط بين ولايات تيزي وزو والبويرة والبليدة وسطيف وغليزان وتيارت، حيث تم حجز قطع أثرية مختلفة الأشكال والأحجام تعود للحقبة الرومانية والفينيقية والبونية والعثمانية، وتقدر قيمتها بالملايير.  استغل أفراد الشبكة المكونة من 10 أشخاص، قرصا مضغوطا يحوي 33 صورة لقطع أثرية يتم عرضها على الزبائن الراغبين في شرائها، إذ تم ضبطه بحوزة المدعو ''س. ر''، 53 سنة، ليتم الإطاحة بالرأس المدبر المدعو'' ت. م''، الذي كشف عن مكان تواجد قطع أثرية على مستوى البويرة، تمثلت في سيوف قديمة مزخرفة ونقود قديمة.
وبعد تكثيف التحريات، تم توقيف خمسة أشخاص آخرين بمنطقة الرويبة بالعاصمة، حيث كانوا على متن سيارة سياحية، وبحوزتهم مجموعة من القطع الأثرية تمثلت في 8 كؤوس صغيرة و3 سيوف مزخرفة وقطعة تقليدية لحاملة السيوف وعلبة صغيرة فضية اللون وبطاقتين بريديتين قديمتين فوتوغرافية لتمثالين أثريين، بالإضافة إلى 16 قطعة نقدية مختلفة الأحجام، تعود إلى العهد القديم، وقطعة نقدية لدولة عربية، وقطعة أخرى لدولة أوروبية.
كما تم التنقل إلى مدينة تيارت، حيث أسفرت عملية تفتيش محل تجاري ملك للمسمى ''ت. م''، عن حجز سبع قطع أثرية. وبعد التحقيق معه، اعترف بأن القطع الأثرية ملك له، ليورّط صهره في القضية، الذي عثر بمنزله على 13 قطعة أخرى مختلفة الأشكال والأحجام.
وللتحقق من صحة القطع الأثرية المحجوزة، تم عرضها على أخصائيين في علم الآثار بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية والمحمية بالجزائر العاصمة، حيث أكدوا أن المحجوزات هي آثار قديمة تعود للفترة الرومانية والبونية والرومانية والفينيقية، وأخرى للعهد العثماني.
ومن بين المحجوزات تمثال للامبراطورة فوستينا زوجة الامبراطور الروماني أنتونيس، إلى جانب تمثال آخر لرجل جالس يعود للامبراطور أدريانوس، وتمثال لرجل مصنوع من الفخار يحمل اسم الامبراطور أنتونيوس. وتم تقديم جميع الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة، الذي أمر بوضع اثنين منهم تحت الرقابة القضائية.
وفي عملية مماثلة، أوقف أفراد الدرك الوطني بالدهوارة بفالمة المسمى ''ض. ل''، 28 سنة، على الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين مدينتي سوق أهراس وعنابة، إذ كان يحمل كيسا بلاستيكيا وبداخله 3 قناديل رومانية، وصحن يعود للحقبة الرومانية. وذكر المعني لدى استجوابه، أنه قام بجلب القطع الأثرية من ولاية سوق أهراس، ليحال على وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشقوف الذي وضعه تحت الرقابة القضائية.