الجزائر

عقب انتقادات شلقم للدور القطري صراع المصالح بين الغرب والشرق في ليبيا ما بعد القذافي



يعكس النقد اللاذع الذي وجهه عبد الرحمن شلقم لدولة قطر، صراع رجال ''الغرب'' مع رجال ''الشرق'' في ليبيا ما بعد القذافي. كما قد يعكس - برأي متتبعين-  انزعاج شلقم الشخصي من ترتيبات يجري التحضير لها دون إشراكه فيها، في المجلس الانتقالي الذي يسيطر عليه تيار موال لقطر.
عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية القذافي لسنوات طويلة وأمين سره، قبل أن ينقلب عليه عشية انفجار الأوضاع في بنغازي، اتهمه نظام العقيد المقتول بالعمالة للمخابرات الإيطالية، وبخدمة مصالح ''الغرب'' في ليبيا خصوصا بعد بكائه العلني في الأمم المتحدة عند مناقشة الملف الليبي شهر مارس الماضي، وانتهى الأمر بفرض حظر جوي وتدخل عسكري في البلاد.
وعبد الرحمن شلقم، الدبلوماسي الفصيح، الذي ينظر إليه على أنه أحد رجال ''الغرب''، عندما ينتقد الدور القطري في ليبيا ما بعد القذافي، إنما ينتقد رجال ''الشرق'' في المجلس الانتقالي، الذين يتزعمهم مصطفى عبد الجليل، ويقودهم في الميدان عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري لطرابلس، حيث تسربت أنباء عن وصول شحنات من السلاح القطري على متن 9 طائرات حطت قبل شهر في طرابلس.
ويرى مراقبون أن الجناح الذي يحمي مصالح الدول الغربية في ليبيا يمثله ثلاثة رجال أبرزهم، عبد الرحمن شلقم، ومحمود جبريل ومحمود الشمام، أما الجناح الذي يحمي مصالح ''الشرق'' وخصوصا قطر، فهم الذراع السياسي مصطفى عبد الجليل والذراع الديني علي الصلابي المقيم في الدوحة، والذراع العسكري، عبد الحكيم بلحاج.
ومن المثير أن يأتي انتقاد شلقم لدور قطر في ليبيا، في سياق انتقاد غربي من تزايد نفوذ قطر في تسيير شؤون الأزمة الليبية، حيث عبّر دبلوماسيون غربيون في طرابلس عن انزعاجهم من التدخل القطري في كل صغيرة وكبيرة. وعلى الجهة الأخرى، انتقد الشيخ علي الصلابي بعنف ما أسماه الدور المشبوه لرئيس الحكومة المؤقت السابق محمود جبريل، واتهمه بالسطو على الثورة وبمحاولة تغريب المجتمع الليبي.
ويحدث هذا التراشق الإعلامي بين قيادات المجلس الانتقالي، في وقت يعلم الجميع مدى التنسيق الكبير بين الدول الغربية (فرنسا، وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية) وبين قطر، في كيفية  إدارة الحرب على ليبيا. حيث يأتي تكليف قطر بقيادة عمليات الحلف في الفترة المقبلة وحتى نهاية العام الجاري كدليل على توافق استراتيجي بين هذه الدول.
وهنا يبرز بعد آخر، حسب المراقبين، لا يجب إهماله لفهم خلفية تحرك عبد الرحمن شلقم، اتجاه دور قطر في ليبيا. ويتعلق هذا البعد بما يجري التحضير له في كواليس المجلس الانتقالي الليبي، من قرارات ربما أزعجت شلقم. لكن السؤال: ما هي هذه القرارات؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)