الجزائر

عفو ملكي!



مضحك أمر الملك المغربي الذي لم يعد شابا نغفر له زلاته التي نعلقها على الشباب وقلة التجربة.الملك الذي أصدر عفوا الأسبوع الماضي عن سجين إسباني اغتصب 11 طفلا مغربيا، وفوق هذا كان يشتغل جاسوسا، وهي تهم تقود إلى حبل المشنقة وليس فقط السجن المؤبد.
الملك وتحت ضغط الشارع المغربي، ونضال المغاربة الأحرار الذين هالهم أن يعفو الملك عن الذي سرق طفولة أبنائهم وبراءتها، وخرجوا بقوة متحدين البوليس و”الزرواطة” (العصا)، على حد تعبير أصدقاء مغاربة، اضطر إلى سحب العفو الملكي عن المجرم الإسباني، ويا ليته اكتفى بسحب القرار الذي جاء متأخرا وبعد فوات الأوان، لأن المجرم كان سافر إلى بلاده، ولم يعلق على القضية، حيث قال الملك إنه لم يكن يعلم بحقيقة الاتهامات المعاقب على أساسها المجرم الإسباني.
كيف لا يعلم بهذا الأمر الذي تحدثت عنه الصحافة المغربية طويلا، وهز الرأي العام المغربي ووصلت أصداؤه إلى كل البلدان؟ أم أن الملك لا هم له سوى ما يجري على حدود بلاده الشرقية، ولا عين له إلا على الجزائر التي لا يفوت فرصة إلى ويصب جام غضبه عليها وينسب إليها كل مصائب بلاده وربما لذلك أصدر عفوا عن جاسوس ومغتصب 11 طفلا بريئا، ولم يفرج عن الطفل الجزائري المتهم بمحاولة الاغتصاب؟! ولا أقول هذا دفاعا عن الطفل الجزائري، الذي إذا كانت التهم المنسوبة إليه حقيقية فلا يستحق هو الآخر العفو.
فهل كلام الملك هذا وموقفه من العفو، ومن التراجع عنه، كلام ملوك؟ وهل الملك الذي نصب نفسه أميرا للمؤمنين، من حقه أن يجهل أمور الرعية ومصائبها؟ وهل من حقه المتاجرة بكرامة أبنائها وحقوقهم في سوق المصالح السياسية والديبلوماسية؟ أليس في ديوان الملك موظفون يبلغوه بما يكتب في الصحافة ووزير عدل يرفع إليه المظالم والأحكام؟!
المغاربة ربطوا مسألة العفو عن المغتصب بمقايضة، مقابل مواقف إسبانية في قضية الصحراء الغربية، وقالوا متسائلين هل القضية الصحراوية تستحق أن تهدر كرامة أبنائهم من أجلها؟
على العموم تحية إكبار للشعب المغربي الذي هز غضبه العرش، وزعزع أركانه وأربك الملك الذي أخطأ التصرف وظهر عاجزا عن تسيير أدنى أمور شعبه. تحية للمغاربة الذين دافعوا بقوة وبأس وتحدوا بوليس الملك، وسالت دماؤهم في الشوارع رافضين هدر كرامة أطفالهم. فالذي اغتصب ليس ابن الملك، وربما لا يعرف حتى أسماء الأطفال المغتصبين ولا سنهم، فأصغرهم يا جلالة الملك كانت لا تتجاوز الثانية من العمر عندما أهدرت طفولتها؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)