الجزائر

عطر الأحباب أندري بيلاطوفيتش Andrei Bulatovic يندد بسياسة الأرض المحروقة



كانت يوغسلافيا وكوبا أول دولتين في المعسكر الشرقي تعترفان بالحكومة الجزائرية المؤقتة. كان ذلك في بداية سنة 1960 وكانت أزهار الثورة الجزائرية قد أخذت تبرز ألوان الانتصار القريب، كما كانت ثمار استقلال بلد المليون ونصف المليون شهيد وشيكة النضج. الجنرال دي غول نفسه كان قد آمن بضرورة نهاية الوجود الفرنسي في الجزائر فقال قولته الشهيرة "لقد فهمتكم". في أفريل 1960، أخذ الكاتب اليوغسلافي المتميز أندري بيلاطوفيتش قلمه وكتب مقالا كله تهليل وحفاوة بانتصارات ثوار الجزائر المكافحة. نشرت جريدة "بوليتيكا" (Politica) مقال الكاتب اليوغسلافي المشهور في صفحاتها المهمّة، أي تلك التي تخصصها لأهم مواضيعها السياسية ولأكثر تحاليلها مقروئية. كانت يومية "بوليتيكا" وقتها أولى جرائد يوغسلافيا توزيعا وأكثرها مقروئية. مقال أندري بيلاطوفيتش سلخ الاستعمار الفرنسي سلخاً وكشف أغلب خبائثه ومجازره. ثم أبرز بسالة الشعب الجزائري ومجاهديه في الكفاح المسلح الهادف إلى اجتثاث براثين ذلك الاستعمار الاستيطاني الذي لم يرحم حتى الأطفال والشيوخ والنساء. كتب أندري بيلاطوفيتش في بداية مقاله ما يلي: "نادرا ما عرفت البشرية استعمارا قاسيا ووحشيا كالاستعمار الفرنسي في الجزائر. منذ بداية غزو الجيوش الفرنسية لهذا البلد الآمن، طبق بيجو وجنرالاته سياسة الأرض المحروقة، لا شيء نجا من قسوتهم العمياء. أحرقت الغلال والقرى والحيوانات وقتل آلاف الجزائريين العزل، أما الأحياء الذين تشردوا، فقد قضت عليهم الأمراض والأوبئة كالتيفوس والكوليرا". "إننا نبارك ثورة الشعب الجزائري الأبي. لا يمكن إخراج استعمار وحشي كالاستعمار الفرنسي إلا بثورة قوية عارمة كثورة الجزائريين". كان أندري بيلاطوفيتش من أكثر الكتاب اليوغسلاف إيمانا بانتصار ثورة الجزائر، وكان يأمل في بناء عالم جديد خال من الاستعمار والظلم واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان. رواياته الشهيرة مثل "ورد وشوك" أو "ضياء في آخر الليل"، مازالت شاهدة على ذلك. يكتبها: جيلالي خلاص


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)