هنالك 140 قبيلة في ليبيا ثلاثون منها لها تأثير على الوضع الداخلي حذر الخبير أرسلان شيخاوي، عضو منتدى الدفاع والأمن بلندن ومجلس المستشارين بالمنتدى الاقتصادي العالمي ومركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع بواشنطن، من تفكيك ليبيا وإعادة استنساخ نموذجي العراق أو الصومال.
وأبدى الخبير شيخاوي في حديث لـ الخبر تشاؤما بخصوص مستقبل ليبيا، مستندا إلى عدة تقارير من هيئات متخصصة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي برزت فيه معطيات إيجابية عن قدرة بلدان مثل مصر والجزائر على التكيف وإيجاد حلول مستقرة في ظل التغيير، فإنه يتعين وفق السيناريوهات المحضرة أن نحضر أنفسنا إلى خيارات تقترب من نماذج الصومال والعراق في ليبيا، بالنظر إلى التداخلات الجهوية ولكون ليبيا ليست من بين نماذج الدولة الأمة، بل هي نتاج تجميع مقاطعات ذات هويات متناقضة ومتنازعة، بل إن الثورة التي قام بها الزعيم الليبي معمر القذافي لم تنجح في إنهاء قوة المنطق القبلي السائد .
ولاحظ الخبير أيا كان الفائز، فإن أي طرف لن ينجح في فرض الاستقرار، إذ أن الشرخ اتسع بين طرابلس وبرقة، كما ساهمت التيارات الإسلامية في إعادة إحياء الشبكات التي سادت في فترة الملكية السنوسية، وأدى ذلك إلى انفراط التحالفات القبلية، وخروج الأقليات من بينهم التوارف والتوبو عن السيطرة، فضلا عن انتشار السلاح على نطاق واسع، في مشهد يماثل ما وقع في العراق بعد إسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتفكيك العراق . متوقعا مرحلة عدم استقرار في المنطقة نتيجة استفحال الوضع في ليبيا وتموقع الجماعات المسلحة بما فيها تلك التي تتبع تنظيم القاعدة. وأكد شيخاوي حينما نفكك الوضع الداخلي الليبي، نلاحظ تركيبة قبلية معقدة ومتشعبة، فليبيا ليست دولة أمة، بل نتاج توحد مجموعة من القبائل، فهنالك القبائل الساحلية المتمركزة في طرابلس وضواحيها وتلك التي تتموقع في برقة، فضلا عن القبائل الجنوبية لفزان، وإجمالا نحصي 140 قبيلة في ليبيا منها 30 لها تأثير ووزن داخلي، والأغلبية متمركزة في المدن الساحلية، أي تنتمي للقبائل الساحلية المتجذرة، والمتفرعة من القبائل الرئيسية لطرابلس وبرقة التي تعود إلى القرن التاسع، حينما استوطنت قبائل بني هلال وبني سليم في المناطق البربرية، وغالبا ما توجه مناطق برقة نظرها إلى مصر والمشرق، وتوجه مناطق طرابلس نظرها إلى المغرب العربي .
واعتبر الخبير بأن سقوط القذافي يعني انتشار التيارات الجهادية بقوة، بما فيها التنظيمات التي كانت تحارب في أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق، وهذا يشكل خطرا كبيرا على أمن دول المنطقة بما في ذلك الجزائر، خاصة مع عودة نشاط الجبهة الإسلامية الليبية المقاتلة .
وأشار الخبير إلى أن تأثير الليبيين كان معتبرا داخل تنظيم القاعدة بدءا بأبو يحيى الليبي وأنس الليبي وأبو فرج الليبي وأبو محمد وأبو ليث الليبي وجلهم من القيادات، فتقارير استعلامية كانت تفيد بأن من مجموع 595 شخص كان محل بحث في إطار الشبكات الجهادية، هنالك 12 ليبيا في تنظيم القاعدة، لذلك فإن تموقع مجموعات مسلحة ومدربة في مناطق تواجه عدم استقرار، يعني انتقال الخطر بالضرورة للجزائر ومصر وتونس، بما في ذلك تهديد المصالح الطاقوية بالمنطقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حفيظ صواليلي
المصدر : www.elkhabar.com