تعد النزاعات المسلحة غير الدولية قديمة قدم الدولة، فهذه الأخيرة كثيراً ما تجد نفسها في نزاع مسلح داخلي، تغذيه أسباب عدة أو حرب أهلية تهدف إلى القضاء على النظام القائم وتغييره بآخر. وقد يكون هذا النزاع بين جماعتين متصارعتين أو أكثر ترغب كل منهما في الوصول إلى السلطة. وتتعدد النزاعات المسلحة غير الدولية والتي تختلف صورها وأشكالها ولكنها تشترك في مخرجاتها، وخاصة عندما يصل الأمر إلى المساس بحياة المدنيين، وهذه النزاعات لها طبيعة خاصة تميزها عن معرفة المقاتلين لبعضهم البعض والحقد المركب الذي تكنه تلك الأطراف لبعضها البعض، وهذه النزاعات تأخذ شكل حرب العصابات والشوارع في أغلب الأحيان وتكون مدعومة من العسكريين والمدنيين على السواء ، مما جعل جبهاتها غامضة المعالم، والتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين يكون أمرًا بالغ الصعوبة، وهنا يكون المدنيون الأبرياء أول ضحاياها، والنتيجة النهائية لهذه النزاعات تكون انهيارًا تامًّا لمؤسسات الدولة، وانتشار العنف والفوضي والسرقات.
ولعل هناك نماذج كثيرة لمثل هذه الحروب منها ما حدث في العراق عقب الغزو الأمريكي، واليمن وليبيا، وسوريا التي تشهد حروبًا داخلية عقب سقوط أنظمتها السياسية ، وعقب الانتفاضة في ليبيا على نظام معمر القذافي 17/2/2011 شهدت عسكرة الثورة أو النزاع بين النظام ومعارضيه
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - رجب و
المصدر : دفاتر السياسة والقانون Volume 9, Numéro 17, Pages 77-92 2017-06-01