الجزائر

عزوف الأميين عن الالتحاق بأقسام محو الأمية بقسنطينة


عزوف الأميين عن الالتحاق بأقسام محو الأمية بقسنطينة
الخجل، التقاليد وعدم تأقلم الوسائل البيداغوجية.. من أهم الأسبابأجمع مختصون في علم النفس والاجتماع بقسنطينة، على أن أهم أسباب عزوف الأشخاص عن الالتحاق بمدارس محو الأمية بعاصمة الشرق الجزائري، خاصة الرجال منهم، يعود إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في هذه الظاهرة، وعلى رأسها عدم تأقلم الوسائل البيداغوجية مع سن القاصدين لفصول محو الأمية.وحسب المختصة عزيزة شعباني من كلية علم النفس بجامعة قسنطينة، فإن أهم الأسباب التي تمنع الكبار من الإلتحاق بأقسام محو الأمية أو الانفصال بعد مدة عن الدراسة، تعود بالدرجة الأولى إلى حساسية هذه الفئة، خاصة الذين تجمعت لديهم طاقة سلبية أثناء الدراسة النظامية، حيث أصبحوا لا يتحملون إعادة التجربة الفاشلة التي مروا بها سابقا، تضاف إليها حساسية معرفة المحيط الخارجي للأمر، والشعور بالخجل خاصة من نظرة الآخرين، مع عدم الشعور بأهمية التعليم وتدني تقدير الذات، وكذا ثقل تأثير العادات والتقاليد الذي يساهم بشكل سلبي في تردد الكبار على فصول محو الأمية، يضاف إليها المهام الكثيرة ومشاغل الحياة التي قد تكون من بين الأسباب الرئيسية في العزوف عن الإلتحاق بأقسام محو الأمية.وأضاف الأستاذ بو القمح محمد أخصائي في علم النفس، أن عدم الوعي أو الوعي غير الكافي بأهمية التعليم في حياة الفرد، وضعف الاهتمام بمتابعة البرامج الموجودة مع نقص الحوافز المادية التشجيعية، وكذا ضعف الإعداد ونقص التجربة عند المعلمين المؤطرين الذين يفتقدون للمنهجية المثلى في التعامل مع الكبار وخلطها بمنهجية التعامل مع الصغار، وراء الحالة.من جهته، اعتبر الأستاذ محمد زيان من كلية علم الاجتماع بجامعة قسنطنية 2، أن تأثر نسبة المترددين على أقسام محو الأمية يرتبط عموما بنسبة التردد على أقسام التعليم حتى في المدارس النظامية التي تعرف نسبة من التسرب تدعو إلى وضع إستراتيجية محكمة لمحاربتها قبل استفحال الأمور ووصولها إلى الخطوط الحمراء، في ظل فقدان المعايير بالنسبة للمدرسة، مضيفا أن التعامل مع الكبار يختلف تماما مع طرق التعامل مع الصغار. فالكبار يملكون تجربة كبيرة في الحياة تمكنهم من الاستيعاب بنسبة 80 %، لذا، يجب احترام هذه التجربة والخبرة وكمية المعارف وقولبة المناهج التعليمية وفق هذه المعطيات.ورفع عدد من المعلمين جملة من النقائص التي تساهم في عزوف الكبار عن أقسام محو الأمية، وعلى رأسها عدم توافق الكتب الدراسية مع سن الدارسين، خاصة من حيث حجم الخط الصغير الذي يرهق أعين المتوافدين على أقسام محو الأمية ومعظمهم من كبار السن، يضاف إليها عدم توافق مستوى مضمون مواضيع هذه الكتب التي تحتاج لمستوى تعليمي متوسط وتقترب كثيرا من مناهج التعليم في المدارس النظامية للتلاميذ الصغار، كما أن الأسرة غالبا لا تساعد الدارسين على مواصلة مشوارهم التعليمي بسبب المشاغل الكثيرة، وتحمل الأم مسؤولية تربية أحفادها بانشغال الأم والأب، وكذا التعليقات السيئة التي تؤثر على نفسية المتمدرس على غرار مقولة ”كي شاب علقولو كتاب”.واشتكى بعض المزاولين لدروس محو الأمية من عدم تأقلم غرف الدراسة مع سنهم العمري، خاصة بالنسبة للطاولات الصغيرة التي ترهقهم أثناء الجلوس خلال العملية التعليمية، وانتشار غبار الطباشير وما يسببه من حساسية والسبورات القديمة التي لا تشجع على مزاولة الدروس، يضاف إليها انتشار الأوساخ والروائح الكريهة داخل بعض الأقسام.أما السيدة عائشة باركي رئيسة الجمعية وعضو مجلس الأمة، فأكدت خلال اليوم الدراسي الذي نظم مؤخرا بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية، حول عزوف الأميين عن الإلتحاق بأقسام محو الأمية، أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال محاربة الأمية، خاصة أن الجمعية في بدايتها كانت تحصي 28 % من سكان الجزائر أميين، لتنخفض النسبة إلى 22 %، وتطمح الجمعية للوصول إلى نسبة 18 % خلال سنة 2014 ونسبة 11 % خلال سنة 2015، بفضل الإستراتيجية الوطنية المنتهجة والاستقرار الذي تعيشه البلاد. وحسب نفس المتحدثة، فإن جمعية ”اقرأ” بدأت مرحلة التقييم للعمل الذي شرعت فيه ومن خلال دراسة معمقة، من أجل الوقوف على الإيجابيات وتثمينها وكذا السلبيات ومحاربتها، معتبرة أن مبلغ 53 مليار ميزانية ضخمة لهذه الإستراتجية الوطنية لكن تقسيم الأدوار هو الذي يعاني من خلل، حسب المتدخلة التي أكدت أن تبعية ديوان نحو الأمية لوزارة التربية فيه نوع من الخلط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)