الجزائر

عز الدين مجوبي مسرحي جزائري



عز الدين مجوبي مسرحي جزائري
كان عز الدين مجوبي ممثلا ومخرجا كبيرا، وسيبقى كبيرا دائما، الكبار لا يموتون، وقد بدأ نشاطه كممثل مع مطلع الستينيات، وتقلد بفضل براعته وتميزه عدة أدوار في المسرح والسينما، كان الممثل الأساسي لمسرحية ''حافلة تسير'' رفقة الفنانة دليلة حليلو سنة 1985، ومخرج مسرحيتي ''غابوا الأفكار'' و''عالم البعوش'' التي عرفت نجاحا واستحقت بجدارة جائزة أحسن إخراج في مهرجان قرطاج للمسرح بتونس، أما الاقتباس فقد كان من حظ مسرحية ''قالوا العرب قالوا'' من إخراج زياني شريف عياد·
تقلد مجوبي عدة مناصب إدارية، فعين مديرا للمسرح الجهوي لباتنة ثم للمسرح الجهوي لبجاية، كانت له تجربة إعلامية، كان همّه الدفع بعجلة المسرح قدما، في فترة عصيبة فر أثناءها الكثيرون إلى خارج الوطن، استلم إدارة المسرح الوطني الجزائري، وحاول تقديم وتنظيم مسرحيات شهرية على مدار السنة، حث مجوبي في مساره المسرحي على مكافحة الإرهاب والتمسك بالوطن، كما دعا الجمهور من خلال مسرحياته إلى رفض أي شكل من أشكال العنف والمضي قدما إلى الأمام، لكن لم تسمح له أيدي الغدر أن يواصل المسيرة، فوقف شبح الموت في طريقه، فكان للقدر دوره في أن ينهي مسيرته الحافلة بالإنجازات الخالدة في الفن الرابع الجزائري وهو لم يصل إلى عقده الخامس من العمر بعد، فرحل ولم يتجاوز 48 سنة· أتى عز الدين مجوبي إلى الحياة ورأى النور سنة 1947 وكانت سكيكدة مسقط رأسه، لتكون آخر مرة يرى فيها النور بالقرب من المسرح الوطني الجزائري، ليستلقي للحظات قرب والده الروحي محي الدين بشطارزي، الذي لو كان حيا لأراد اعتناقه واحتضانه للأبد، عرفانا وشكرا لما قدمه للفن الرابع وعلى مواصلته لما بدأه الأولون في أحلك السنوات التي عاشتها الجزائر·
هذا العنف الذي طالما حاربه أخذ منه تحدي المستقبل وسلبه حياته لتبقى ذكراه الطيبة في قلب كل جزائري، كان هدفه أن يحيا المسرح الجزائري في وقت ماتت فيه كل الآمال في لحظات من الهدوء، فكانت حياته ثمنا لذلك، فمات هو ليحيا الركح الذي عاش فيه ومات فيه·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)