الجزائر - A la une

عرض فيلم "سبوت لايت" بقاعة الموڤار



عرض فيلم
فيلم عاكس كل التوقعات بفوزه بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم، نافس فيها العديد من الأفلام التي حققت إيرادات عالية ورشحها النقاد للفوز بجائزة أحسن أوسكار، ولكن هذا الفيلم العبقري استطاع افتكاك الجائزة بقصة واقعية أبطالها صحفيون.يحكي الفيلم قصة حقيقية، وهي وحدة تحقيق إخبارية تنشط منذ أوائل السبعينات في جلوب العالمية. ويقضي فريقها أحيانا سنوات كاملة في التحقيق في قصة واحدة وكشف أسرارها وتفاصيلها. وحتى يحافظوا على سرية تحقيقاتهم ليس مسموحا لهم بالكشف عما يحققون فيه لأي شخص كان حتى زوجاتهم أو أفراد أسرتهم أو أصدقائهم.وفي أحد أيام العمل يطلب منهم المدير الحديث للفريق إيقاف البحث في القصة السابقة مؤقتا والبدء بالتحقيق في قصة جديدة ستهز العالم، وهي فضيحة إحدى الكنائس الكاثوليكية في بوسطن. والمطلوب منهم الوصول إلى الحقائق في هذه القصة وإثبات الحقيقة في المحكمة وكذا تحقيق السبق في الجرائد والصحف المحلية الأكثر شهرة في بوسطن.اعتمد ”سبوت لايت” على أكثر من نقطة قوة أبرزها السيناريو، حيث تمكن الفيلم من حصد جائزة أفضل سيناريو أصلي، إلى جانب الإخراج توم مكارثي، الذي ساهم في كتابة السيناريو مع جوش سنغر، بالإضافة لمجموعة قوية من الممثلين أهمهم مارك روفالو ومايكل كيتون وريتشيل ماك آدمز. واسم الفيلم مشتق من اسم أحد أقدم وحدات الصحافة الاستقصائية العاملة في الصحافة الأمريكية، وهو فريق صحفي صغير في صحيفة بوسطن غلوب، وبالرغم من صغر حجم الفريق إلا أنه استطاع إثارة قضية رأي عام عالمي في أوائل الألفية الثانية بسلسلة تحقيقات صادمة. وفاجأ فوز فيلم ”سبوت لايت” بجائزة الأوسكار القطاع الأكبر من جماهير السينما حول العالم، الذي انتظر فوز فيلم ”ريفينانت” بالجائزة، خصوصا أن بطله ليوناردو دي كابريو فائز بجائزة أفضل ممثل عن دور رئيسي ومخرجه المكسيكي أليخاندرو إناريتو بجائزة أفضل مخرج كما كان متوقعا. ولكن الأمر كان مختلفا لدى نقاد سينمائيين أكدوا منذ مشاهدة الفيلم في عرضه الأول بمهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر الماضي، أنه سيكون منافسا شرسا على جائزة أفضل فيلم.الفيلم، الذي قد يلقى إعجابا بدرجة أكبر من الصحفيين وتحديدا المنتمين للصحافة الاستقصائية، يتناول كواليس قصة حقيقية لفريق الصحافة الاستقصائية ”سبوت لايت” يعود تاريخها لعام 2001، حيث التقطوا خيطا قادهم إلى فضيحة استغلال جنسي للأطفال على نطاق واسع، أكثر مما كان يتخيله أعضاء الفريق، يتم التستر عليها في الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن، ليتسع نطاقها مع تطور الأحداث في العالم بأسره.وركز الفيلم، الذي ترشح لست جوائز أوسكار وحصد اثنتين منها، بشكل واضح على قيمة الصحافة في خدمة المجتمع وخصوصا الاستقصائية منها، من خلال كشف مثل هذه المشكلات، دون أن يسعى للتقليل من قيمة المعتقدات الدينية، وهو ما أكده كاتبا الفيلم، خصوصا أن الصحيفة حصلت جائزة بوليتزر في فئة الخدمة العامة عن هذه القصة عام 2003. وما ساهم في نجاح الفيلم أنه ركز أساسا على طرق وأساليب استقصاء وجمع المعلومات من قبل أعضاء الفريق من خلال مشاهد مكتوبة بعناية غير رتيبة، كما أن الشخصيات رُسمت بعناية على الورق وعلى الشاشة أيضا، تلهث وراء قصتها بكل ضراوة، بدون ملل، وتتعرض للصدمة المصحوبة بالغضب مع اكتشاف فداحة وضخامة ما هم مقبلون على كشفه، الشعور بالزهو بنصر صحفي لا يمكن الاحتفال به لأنه مرتبط بآلام أشخاص آخرين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)