عرض شريط وثائقي في إطار مهرجان " متضامنون " بوهران

تابع الجمهور الوهراني أمس بمتحف السينما شريطا وثائقيا بعنوان " غزة ستروف ، اليوم الموالي " تحت شعار " الجزائر وفلسطين .. روح واحدة ومصير واحد " ، وذلك في إطار المهرجان السنوي الأول للتضامن مع فلسطين والقدس " الذي يطمح إلى إيجاد تفاعل دائم وتوعية مستمرة بالقضية، والتعبير عن دعم القضايا العادلة ، وهكذا فإن الفيلم الوثائقي الذي صوره و أخرجه كل من سمير عبد الله وخير الدين مبروك يرصد بالصورة والشهادات الحية معاناة الشعب الفلسطيني بعد عدوان غزة 2009 ، وينقل في 55 دقيقة مشاهد الدّمار خلال الحرب الإسرائيلية عليها، حيث نجح المخرجان في إماطة اللثام عن الجرائم الشنيعة التي ارتكبت في حق الفلسطينيين من تقتيل وإبادة جماعية أمام مرأى الرأي العام العالمي، حيث صورا هذان الأخيران بعدسات كاميراتهم حياة التشرد و الحرمان التي يعيشها هؤلاء الأبرياء ، بعد أن حرموا من أدنى شروط الحياة ، لاسيما بعد تدمير مصنعهم الوحيد الذي كانوا يسترزقون منه في غزة ، ولم يكتف صانعا الشريط الوثائقي بنقل هذه المشاهد المؤثرة فحسب بل قاما أيضا برصد شهادات حية عن عمليات قتل الأطفال و إزهاق روح النساء والشيوخ ، وسط صدمة شديدة لم يستطع الحاضرون في قاعة السينمائتيك تحملها ، خصوصا بعد مشاهدتهم لصور بشعة ترجف لها القلوب قبل العقول ..صور البيوت المدمرة والأجسام المشوهة ، كلها مشاهد جارحة للإنسانية و لقطات قاتلة للعقلانية ..كل هذه المشاهد الواقعية المؤثرة التي نقلها الشريط الوثائقي المرفوق بقراءات الشاعر العربي الكبير " محمود درويش " عززت من مواقف الجزائريين إزاء القضية الفلسطينية ، حيث أبدى الجمهور الوهراني مساندته للأشقاء بغزة حسبما كشفوه خلال المناقشة ، التي تبعها معرض إعلامي تاريخي يضم العديد من الصور المعبرة عن معاناة الفلسطينيين في أرضهم المغتصبة من طرف العدو الغاشم ، إلى جانب صور أخرى عن الثورة التحريرية المجيدة التي اعتبرها منظمو المهرجان نموذجا حيا عن المقاومة الناجحة والإرادة الشعبية القوية . تجدر الإشارة إلى أن مخرجا الفيلم هما المصري " سمير عبد الله " ، والمخرج الجزئاري المقيم بباريس " خير الدين مبروك" ، وهو مختص في مجال الشريط المرسوم وناشط في المجال السينمائي، مع العلم أيضا أن الفيلم حاز على جائزة ' فرانس تلفزيون ' الكبرى للفيلم الوثائقي ، إلى جانب جوائز دولية أخرى .