الجزائر

عرسان يلجأون للتقسيط المريح تحضيرا لليلة العمر



عرسان يلجأون للتقسيط المريح تحضيرا لليلة العمر
مع اقتراب موسم الصيف تبدأ الأعراس والأفراح والتحضيرات اللازمة لإقامتها، بما فيها قاعات الأعراس وتحضير مواد الحلويات وصولا إلى فساتين العرس التي أصبحت المحلات في مختلف الاحياء تتنافس لإبراز آخر تشكيلتها البيضاء، خاصة مع اطلاع فتيات اليوم على آخر الموضات عبر القنوات الفضائية والتصاميم التي تبرزها مواقع الأنترنت.لم يعد التحضير للعرس شيئا هينا بالنسبة للمقبلين على الزواج، حيث أصبح عبئا ثقيلا على كاهل الأزواج، وتعدى إلى كونه مشكلة اجتماعية لها تداعيات خطيرة على المجتمع للتخلص من حيرة الشباب المقبل على الزواج في توفير تكاليف ليلة العمر كما يريده العروسان.فالأعراس التقليدية التي عايشتها أمهاتنا وجداتنا قد ولت واندثرت، وهذا نظرا لتطلع الأسر اليوم إلى ما هو أفضل وأجمل وأفخم، تفاديا ل”سخرية” الأحباب والجيران. ومع ارتفاع أسعار مستلزمات الزفاف كقاعات الحفلات التي يتراوح سعر استئجارها بين 5 إلى 9 ملايين وما تقدمه من قهوة، شاي، عاملات، وعشاء.. إلخ. إضافة إلى المجوهرات، فالطاقم الواحد من الذهب يتراوح بين 30 و 40 مليون، ناهيك عن الحلويات التي أصبحت تصنع عند خبازين مختصين في هذا النوع، إذ يقدر ثمن القطعة الواحدة ب 30 إلى 40 دج حسب النوعية المصنوعة منها كاللوز، الجوز، أو الفول السوداني.. والعديد من مستلزمات العرس الأخرى التي تزيد من مصاريفه. الشباب المقبل على إكمال نصف دينه، اليوم، وقع بين فكي مواكبة العصر و”كلام الناس” وفخ الاستدانة من كل المعارف لتوفير متطلبات الزفاف.الذهب الصيني لإنقاذ الموقفلتفادي الإحراج والإهانة لجأ العديد من الشباب المقبل على الزواج اليوم إلى إيجار كل مستلزمات الزفاف والتفكير في حيلة مناسبة لتغطية النقص الذي يعيشه، بدءا بالذهب، حيث أصبح العديد من شبان اليوم يلجأون لاقتناء الذهب ”الصيني” كما يطلق عليه، وهو الذهب المزيف الذي يباع في المحلات بأسعار مغرية وبأشكال مزخرفة رائعة فيظهر للبعض كأنه ذهب حقيقي .. حيث تظهر العروس مزينة بالمجوهرات، خصوصا أنه يأخذ شكل الذهب رغم أنه مصنوع من مواد معدنية، وكذلك لجوء البعض الآخر إلى نظام التقسيط في المجوهرات نظرا للأسعار الخيالية. في هذا الخصوص يقول جمال (30 سنة)، عامل في محل بقالة بوسط العاصمة: لا يمكنني شراء طقم من الذهب لخطيبتي دفعة واحدة، وإنما أقوم بالدفع طيلة شهور عديدة حتى أتمكن من إحضاره لتفرح به ولتخرج به على صديقاتها وعلى المدعوين . أما نجاة فتقول: ‘'لقد خصصنا أنا وخطيبي مبلغا لشراء طقم ذهبي، غير أن هذا الأخير لم يمكنا من شراء شيء ذي قيمة فعوضت ذلك النقص بشراء مجوهرات مقلدة لتفادي تعليقات الأهل والجيران والأحباب”..الكراء يمس حتى ملابس ”التصديرة”يبقى الفستان الأبيض مشكلة أخرى تقف في وجه العرسان، ما أدى بالكثيرات إلى استئجار كافة بدلات العرس، وهو حال مليكة، ذات ال 24 سنة، طالبة بالجامعة وتحضر لحفل زفافها في الصيف القادم، تقول: استأجرت بعض فساتين التصديرة مقابل مبلغ باهض لأن فكرة شراء فساتين الفرح مكلفة كثيرا . ثم إن هذه الفساتين بالنسبة لها لا تستعمل سوى مرة واحدة ثم تطوى وتركن في خزانة أو حقيقبة خاصة دون الاستفادة منها مستقبلا، وهذا راجع لتغير الموديلات والأزياء كل عام. أما زاهية، وهي صاحبة محل لتأجير فساتين الزفاف بشارع حسيبة بن بوعلي في العاصمة، فتقول: ‘'نحن نعرض هذه الفساتين للإيجار لعلمنا أن الكثيرات لا تعمدن إلى شراء هذه النوعية من الفساتين، فنحن نقوم بتأجيرها حسب طلب الزبونات ليوم أو يومين أو أسبوع. ولكل مدة ثمنها الخاص تبدأ من 8 آلاف إلى 25 ألف دج حسب الموديل والمدة الزمنية التي تحتفظ بها مع ترك ضمانات لنا”. أما لامية (29 سنة) تقول إنها استأجرت فستان العمر ب 30 ألف دج من مركز تجاري بالأبيار ،غير مبالية بالسعر، خاصة أنها ستعيش ”ليلة العمر” و لا يهم الثمن الذي ستدفعه. هي لغة الأرقام والتباهي بالمظهر العام التي ينتهجها معظم المقبلين على الزواج في بلادنا.. وتبقى السمة العامة للعرس هي الاحتفال بليلة العمر بأبهى حلة وأحسن مظهر يليق بالعروسين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)