الجزائر

عراقيل جمة تحول دون إكمال الكثير من الشباب لنصف دينهم



يعتبر الزواج من أهم الروابط التي تحافظ على توازن واستقرار المجتمع, ولكن ما انتشر في السنوات الأخيرة هو ارتفاع نسبة عزوف الشاب أو الفتاة عن الزواج رغم كبر سنهم, وقد أصبحت ظاهرة العزوبية والعنوسة من المشاكل التي تشكل عائقا أمام شباب مجتمع اليوم والمؤدية إلى عزوفه عن الزواج, حيث يجد الشاب نفسه غير قادر على تكوين أسرة نظرا لعادات بعض العائلات التي تضع توفير كافة مستلزمات مراسيم العرس شرطا لقبولهم زواج ابنتهم به, وكذا البحث عن بيت الزوجية الذي أصبحت تكاليف شرائه أو حتى كرائه باهظة الثمن في السنوات الأخيرة, ناهيك عن أسعار الأثاث, خاصة غرفة النوم والتي يفوق سعر الغرفة البسيطة منها ستة ملايين سنتيم مما يؤدي إلى إنهاء علاقته مع شريكة حياته أو طول فترة الخطبة التي تؤثر سلبا على العلاقة, في حين تفضل أخريات تحقيق أحلامهن وطموحاتهن على الزواج خوفا من أن يحد هذا الارتباط من حريتها إلى أن يفوتها قطار الزواج..تقف العديد من العائلات حجر عثرة في طريق سعادة بناتهن بسبب الطلبات شبه التعجيزية التي يفرضنها على الشخص الذي يتقدم لطلب يد إحدى البنات, خاصة إذا كان محدود الدخل, ومهما فعلت البنت لإقناع أهلها أنها راضية بالشاب على ما هو عليه, يرفضون سماعها ويبررون ذلك باتباع العادات والتقاليد, ورغم أن الفتاة لا علاقة لها في تأخر زواجها, إلا أنها تواجه نظرة المحيطين بها والتي قد تكون قاسية, كما قد تكون نظرة شفقة. ولمعرفة مدى انتشار هذه الظاهرة اقتربنا من بعض المارين بهذه التجربة ومن بينهم "سلمى" التي قالت أن حلمها في إيجاد فارس أحلامها أو إنجاب أطفال قد ضاع بالرغم من أن سنها كاد يقارب 39 سنة مما جعلها تعيش حالة نفسية سيئة بعد أن بحثت لها عائلتها عن زوج, ولكن دون جدوى, وما زاد حالتها سوءا هو زواج جميع جاراتها بالرغم من صغر سنهن, كونهن من عائلات ثرية مما أدى إلى سماعها كلاما جارحا من إحدى جاراتها مما أثر على نفسيتها وجعلها تبحث عن أي شخص يخرجها من هذا الشبح الذي أصبح يهدد حياتها وأثر على نفسيتها, وتضيف "مجتمعنا لا يرحم الفتاة غير المتزوجة بالرغم أنها ليس لديها أي يد في الموضوع, وما يقع لها هو قضاء وقدر".
وتمنع العادات التي تتمسك بها بعض العائلات من تحقيق حلم الفتاة في الارتباط بالشاب الذي اختارت أن تعيش معه بقية حياتها فتحطم أحلامها وتضيع فرصتها الوحيدة في السعادة وتجد نفسها واقعة في العنوسة بسبب الشروط التعجيزية والمبالغ فيها التي فرضتها عائلتها على الشاب الذي اختارت ابنتهم الزواج به, وهذا ما حدث مع "ليلى" التي تنحدر من عائلة ذات أصول تلمسانية وتعيش في العاصمة والتي من ضمن عاداتها أن تطلب كمية معتبرة من الذهب كمهر للفتاة التي ستتزوج من الشاب الذي يتقدم لها مما جعل الشاب الذي اختارته وكانت تربطهما علاقة حب متينة يقطع علاقته بها بسبب عدم قدرته على توفير متطلبات العرس وإحضار المهر الذي حددته عائلتها كشرط لقبولها الزواج من ابنته.
شابات فضلن إكمال الدراسات العليا عن الزواج
ويعتبر العمل أو الدراسة عند بعض النساء بمثابة شىء مقدس لا تستطيع التخلي عنه, ويعد مصدر رزق لها تستطيع أن توفر به جميع طلباتها, أو أن حصولها على شهادات عليا أفضل من أن تفكر في الزواج, وبالمقابل يطلب بعض الشباب من الفتاة التي يختارونها لتكون شريكة الحياة أن تتخلى عن عملها كشرط لقبوله الزواج منها مما يجعلها تقطع علاقتها به وتبحث عن زوج آخر يقبل وجهة نظرها وهذا ما أخر بعضهن عن الزواج, حيث تقول السيدة "كريمة" وهي أستاذة جامعية وتبلغ من العمر 50 سنة عن سبب تأخرها عن الزواج: "فضلت أن أكمل دراستي وأتحصل على الماجستير, وبعد أن تعرفت على شاب وافقت على الارتباط به, ولكنه كان يصر على أن أتخلى عن عملي كشرط لقبوله الزواج مما جعلني أقطع علاقتي به, وقد تكرر نفس الموضوع مع شاب آخر, مما جعلني أتخلى عن فكرة الزواج وأهتم بعملي, لأن لديهم نفس التفكير ولا يقبلون أن تكون المرأة ذات شخصية قوية أو عاملة, ولا أجد مشكلة في عنوستي, لأني أفضل أن أبقى عانسا على أن يفرض زوجي سلطته علي ولا يحترم وجهة نظري".
وتفضل بعض الفتيات إكمال دراستهن بعد أن يقضين عدة سنوات بها ويرفضن فرص الزواج التي يتحصلن عليها في سبيل إكمال الدراسة مما يجعلها تضيع سنوات من عمرها في الدراسة وتتأخر على الزواج, وهذا ما حدث مع "سعاد" البالغة من العمر 40 سنة, والتي تعمل كطبيبة مختصة في الجراحة, حيث تقول: "تقدم العديد من الشباب لخطبتي, ولكني كنت أرفض طلبهم, لأني كنت خائفة أن يعطلني الزواج عن الدراسة, وهناك البعض الذين تقدموا لخطبتي اشترطوا علي أن أتوقف عن الدراسة مما جعلني أرفض عرضهم, وقد فضلت إكمال دراستي, خاصة أن مجال الطب يتطلب سنوات عديدة للتخصص, وبعد الفرص التي ضاعت مني لم يتقدم لي شخص بعد ذلك خصوصا بعد وصولي إلى هذا السن".وهناك من منعت من الزواج من الشاب الذي اختارته بسبب أنانية والدها الذي فضل الاعتماد على ابنته في إعالته ورفض زواجها حتى تأخر سنها, وهذا ما مرت به "منال" التي عملت لسنوات بعد وفاة والدتها ولم تتمكن من تحضير جهاز عرسها بسبب استحواذ والدها على معظم راتبها, وما زاد الطين بلة حسب قولها أنه رفض جميع العرسان الذين تقدموا لخطبتها, كونه يريد الاعتماد على ابنته مدى الحياة في توفير مصاريفه الخاصة, متخوفا أن لا تعطيه من راتبها بعد زواجها مما جعلها تتأخر عن الزواج بعد أن قاربت الأربعين.
...وأخريات عزفن عن الزواج بعد طلب الخطيب تجاوز الحدود المسموح بها في العلاقة
ويلجأ بعض الشباب إلى ربط علاقات عابرة ببعض الفتيات, حيث يقوم الشاب بإيهام الفتاة بالزواج ويطلب منها إقامة علاقة غير شرعية معه قبل الزواج خلال فترة الخطوبة أو قبلها مما يجعل الفتاة تقطع علاقتها به, وقد يصل الأمر إلى حد أنها تمحو فكرة الزواج بسبب فقدانها الثقة في الشباب, وهذا ما حدث مع "منال" التي فضلت أن تبقى عانسا على الزواج بعد أن مرت بتجربة قالت أنها تركت آثارا وعقدا نفسية جعلتها تظن أن أغلب الشباب يعتبرون الفتاة وسيلة جسدية يرتبطون بها لتلبية رغباتهم الجنسية مما جعلها لا تثق بأحد منهم, وبالرغم من أن سنها وصل إلى 39 سنة, إلا أنها فضلت البقاء إلى جانب عائلتها والعمل من أجل إعالتها على الزواج بشاب مثل الذي تقدم لخطبتها على حد تعبيرها.
"صبرينة" هي الأخرى من الفتيات اللواتي مررن بتجربة مريرة مع الشاب الذي أرادت أن ترتبط به, وبالرغم من أنها كانت خطيبته, إلا أنه خدعها مع صديقتها المقربة, كونها من الفتيات الملتزمات والتي رفضت تلبية نزواته إلا بعد الزواج منه, ما جعله يبحث عن أخرى تلبي له رغباته, فقررت فسخ خطبتها, وتضيف "لقد تسبب هذا الشاب لي في جروح عميقة جعلتني أنظر إلى جميع الشباب بنفس النظرة وأنا أفضل أن أبقى بدون زواج رغم أنني أسمع الكثير من التعليقات عن تأخر زواجي, خاصة وأنني بلغت ال39 من عمري, إلا أنني لا أسمح لهم بإحباط معنوياتي".
ويعتبر الفقر عاملا كبيرا في تأخر زواج الكثير من الشباب, وهو ما أخبرتنا عنه إحدى الشابات والتي اختارت الاقتران بشاب فقير لم يتمكن من توفير مسكن لهما يأويهما بعد الزواج مما جعل فترة خطوبتهما تطول إلى أن قررت عائلتها فسخ الخطبة, وهنا تقول "لقد تسبب قرار عائلتي هذا في بقائي بدون زواج بعد أن ضيعت الفرصة الوحيدة التي أتيحت لي بسبب فرضها السيطرة على اختياراتي مما جعل سنوات عمري تضيع إلى أن أصبحت أبلغ من العمر 38 سنة".
وتعتبر الماديات من الأشياء التي تبحث عنها بعض الفتيات في شريك حياتهن الذي يفضلن الاقتران به, ما يجعلهن يضيعن سنوات من عمرهن في انتظار فتى الأحلام الذي تكون الفتاة قد وضعت شروطا لقبوله, وتبرر تأخرها عن الزواج بأنها لم تجد الشروط التي ترغب في توفرها في الشاب الذي ستقبله زوجا وهذا ما حدثتنا عنه "سلمى" الحاصلة على شهادة الليسانس, والتي فضلت أن يتأخر سنها على أن تتزوج من شخص لا يناسب ما كانت تريد أن يتوفر في زوجها المستقبلي, حيث تقول: "بالرغم من أن الكثير من الشباب تقدموا لخطبتي بعد إنهاء دراستي, إلا أنني رفضتهم جميعا, وبالرغم من أن سني اليوم قارب ال38 سنة, إلا أني فضلت أن أنتظر حتى يتقدم الشخص الذي يتناسب ومستواي الثقافي, وأفضله أن يكون ثريا ليوفر لي جميع ما أطلبه".
وقد أثرت الفضائيات والمسلسلات التي تعرض على شاشة التلفزيون على بعض الفتيات, لدرجة أنهن أصبحن ينتظرن حضور شاب بمقدار جمال أحد أبطال المسلسلات إلى أن يفوتها قطار الزواج, وهذا ما حدث ل"عائشة" التي تقدم لها شباب ,ولكن لم يكن جميعهم بجمال نجوم أحد المسلسلات التركية ك"مهند" الذي وضعته معيارا لاختيار زوجها المستقبلي ما تسبب في تأخر سن زواجها".
الشروط التعجيزية لبعض العائلات سجنت الكثير من الشباب في قفص العزوبية
ومن جهة أخرى, وقع الكثير من شباب اليوم في فخ العزوبية مما جعلهم يصلون إلى سن متأخر, ولم يتمكنوا من إكمال نصف دينهم أو تكوين أسرة, ولكل شاب مبررات جعلته يتأخر عن الزواج, فمنهم من منعه غلاء أسعار السكن من شراء بيت لزوجته المستقبلية, ومنهم من لم يجد فرصة عمل وظل في البطالة لسنوات مما جعله غير قادر على توفير متطلبات الزواج من مهر وباقي التجهيزات, وأول من التقينا به هو السيد "كمال"ا لذي قارب سنه ال40, ولم يتمكن من تحقيق حلمه في الزواج نظرا للشروط التي قال أنه مبالغ فيها والتي أصبحت بعض العائلات تفرضها على الخطاب, حيث يقول: "أقمت علاقة مع فتاة أردت أن تصبح زوجتي المستقبلية, ودامت هذه العلاقة قرابة العام, ولكنها قطعت علاقتها بي, لأني لم أستطع توفير مسكن لها, وقد رفضت أن تقيم في بيت عائلتي, وفضلت البحث عن شاب آخر يوفر لها جميع طلباتها, ولم يكن لي نصيب بعد ذلك في إيجاد فتاة تقبل بحالتي, كون راتبي لا يكفي حتى لإيجار منزل, خاصة أن بعض الفتيات تهمهن الماديات أكثر من أي شيء".وقد أصبحت بعض العائلات تضع شروطا تعجيزية على الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتها مما تجعل البعض حائرا أمام كثرة الطلبات التي يفرضونها, وهذا ما يجعل الكثير منهم يتخلى عن فكرة الزواج خوفا من عدم قدرته على تلبية هذه الطلبات, وهو ما أخبرنا به "جمال" الذي قارب سنه ال41 والذي أراد يوما أن يكمل نصف دينه مع الفتاة التي أحبها, وبعد ما تقدم لخطبتها, فرضت عليه والدتها أن يكون مهرها طقما من الذهب ذو قيمة كبيرة وأن يتوفر لديه مسكن خاص, وكون راتبه لا يكفي لتوفير هذه الطلبات, قطع علاقته بها وقرر العزوف عن فكرة الزواج بعد أن تكررت معه نفس التجربة مع فتاة أخرى فرضت عليه طلبات لم يقدر على تلبيتها مما زاد من تمسكه بقراره إلى أن ضيع سنوات شبابه في تجارب فاشلة ووصل إلى هذا.
البطالة ومحدودية المدخول من الأسباب أيضا
وهناك من الشباب من كان سبب تأخره في الزواج هو وقوعه في حاجز البطالة الذي وقف عائقا أمام تحقيق حلمه في تكوين أسرة والذي يتطلب تجهيزات لا يقدر على توفيرها دون إيجاده لمصدر رزق, خاصة مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الإيجار في هذه الأيام, وهذا ما حدث ل"مختار" الذي طالت فترة بحثه عن عمل لسنوات مما جعله يتأخر عن الزواج لعدم قدرته على توفير حياة لائقة لزوجته المستقبلية وهو الأمر الذي أدى به إلى إلغاء فكرة الزواج من ذاكرته نظرا لتكاليفه الباهظة التي لا يقدر عليها بالرغم من أنه وصل إلى سن ال39.
ولا يقتصر الأمر على الشباب البطال, بل حتى بعض الشباب العامل أصبح لا يستطيع توفير تكاليف الزواج الباهظة أو على شراء سكن خاص به حتى بعد ادخاره بعض المال لسنوات طويلة, وهذا ما حدث للسيد "جمال" الذي يقول: "بالرغم من أني أعمل لسنوات, إلا أني أظل حائرا بين ادخار مبلغ من مالي للزواج, وبين توفير متطلبات عائلتي اليومية, خاصة مع غلاء المعيشة, بالإضافة إلى أن مرتبي منخفض ولا يكفي لشراء أي شيء, ولم أستطع ادخار المبلغ الذي يكفي لقضاء حتى متطلبات الزواج, وهذا ما أخر سن زواجي".
تسلط أمي سبب تأخري عن الزواج
في حين برر أحد الشباب تأخره عن الزواج بتسلط والدته وأخته بعد رفضهما جميع الفتيات اللواتي اختارهم إلى أن مرت سنوات شبابه فأصبح حائرا بين إرضاء والدته التي لا يستطيع الخروج عن طوعها, وبين اتخاذ قراره في اختيار شريكة حياته بنفسه وخوفه من عدم مسامحة والدته له إذا تزوج من الشابة التي اختارها, جعله يعزف عن الزواج, وفي المقابل لم تعجبه أي فتاة من اللواتي اختارتهن له أمه.
أسباب اجتماعية أدت إلى ارتفاع نسبة تأخر الزواج عند شباب اليوم
تقول الدكتورة "نبيلة صابونجي", متخصصة في علم النفس الاجتماعي عن ظاهرة تأخر الزواج التي انتشرت في مجتمعنا: "عرفت ظاهرة التأخر في الزواج انتشارا كبيرا بين مختلف فئات المجتمع, وحسب دراسات اجتماعية فقد ارتفعت إلى 35 بالمائة في السنوات الأخيرة, وقد وصل العديد منهم إلى سن حرج وهم غير قادرين على الزواج, وقد قارب البعض من الشباب سن الخمسين. وتعد مشكلة الفقر والبطالة من الأسباب الرئيسية لتفاقم الظاهرةو إضافة إلى مشكل غلاء السكن الذي أصبح العديد من الشباب غير قادر حتى على تأجيره نظرا لفرض بعض وكالات العقار شروط مبالغ فيها منها فرض دفع مستحقات الإيجار لمدة عام كامل مسبقا, إضافة إلى ارتفاع أسعار المهر المطلوب وتجهيزات العرس مما يقف حاجزا أمام العديد من الشباب الراغبين في الزواج وغير القادرين على توفير المسكن الذي يوضع كشرط أساسي من طرف بعض العائلات أو حتى الفتيات, وقد أصبحت نسبة الفتيات اللواتي تجاوزن سن الزواج أكثر من الشباب المتأخر عن الزواج نظرا إلى أن بعضهن يفضلن العمل أو الدراسة عن الزواج, فيجدن أن سنوات من عمرهم ضاعت دون تكوين أسرة, خاصة أن البعض من الشباب المتقدمين لهن يضعون شرط التخلي عن الدراسة أو العمل مما يجعل الفتاة تقطع علاقتها بالشاب الذي ارتبطت به, كما أن بعض العائلات لا تترك للفتاة حرية الاختيار وتختار نيابة عنها وتظل ترفض الشباب المتقدمين لها مما يجعل الفرصة تضيع عنها, وهناك أسباب أخرى متمثلة في الفوارق الاجتماعية بين العائلات, وأسباب أخرى نفسية متمثلة في خوف بعض الفتيات من الزواج, وعزوف بعض الشباب عن الزواج خوفا من تحمل مسؤولية الأسرة التي سيكونها أو تقييد حريته نتيجة تأقلمه مع حياة العزوبية, كما أن المسلسلات التركية قد أثرت على بعض الفتيات العازفات عن الزواج وساهمت بشكل كبير في تأخرهن عن الزواج, حيث أصبح البعض منهن يضعن شروطا خيالية في فارس الأحلام الذي تريد أن ترتبط به إحداهن, ومن بين هذه الشروط الثراء أو جمال أحد أبطال المسلسلات التركية مما يجعلها تنتظر هذا الزوج الخيالي, وتضيع منها سنوات من عمرها دون أن تعثر عليه مما يجعلها تتأخر عن سن الزواج, إضافة إلى أن بعض الفتيات أو الشباب يعانون من عقد نفسية في الصغر وزرعت الخوف من الزواج أو تأثير خلافات والديهم أو انتهاء علاقتهم بالطلاق مما يخلق لديهم فكرة سلبية عن الزواج, ويؤثر ذلك على الراغبين في الزواج وغير القادرين على ذلك بسبب الضغوطات الاجتماعية والمادية التي تقف عائقا أمامهم فتجعلهم غير قادرين على تحقيق رغبتهم مما يؤثر على حالتهم النفسية بالسوء ويصيبهم الإحباط والاكتئاب, ويصبح لديهم ضغط نفسي وقلق شديد نتيجة تأخر سنهم عن الزواج, ويؤثر ذلك بشكل كبير على الفتيات الواقعات في العنوسة أكثر من الشباب, لأنه تقع عليهم ضغوط من طرف عائلاتهن وحتى المحيطين بهن خاصة بعد تعرضهن إلى الإهانة بسبب الكلام الجارح الذي يأتي على لسان بعض الأسر المتمسكة بعادات تزويج الفتاة في سن مبكرة, وتنتشر بينهن كلمة "بايرة", ما يؤثر عليها سلبا بعد أن تفشل في إيجاد الشاب الذي سترتبط به بعد تأخر سنها فتشعر باليأس وتفقد الأمل, وهناك بعض الحالات يصيبها انهيار عصبي قد يصل إلى الانتحار نتيجة نظرة المجتمع السلبية والنظرات الجارحة والكلام القبيح الذي يوجه لها من طرف المحيطين بها, كما أن تأخر الزواج عند الشباب قد يجعله يبحث عن علاقات غير شرعية خارج نطاق الزواج ويرتكب الزنا فتنتشر الآفات الاجتماعية غير الأخلاقية".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)