الجزائر

عدوى المستشفيات بوهران: مشكل سلوكيات وليس إمكانيات (أخصائيون)



يبقى مشكل عدوى المستشفيات شائعا بالرغم من جميع التدابير المتخذة والإمكانيات المجندة من طرف المسؤولون بسبب سلوكيات بعض العاملين في المجال الطبي، حسبما أكده مختصون في المجال الطبي بوهران.ويرى المختصون أنه يجذر البحث عن أسباب تفشي أمراض عدوى المستشفيات في سلوكيات بعض العاملين في المجال الطبي حيث لا يمكن اعتبار نقص الإمكانيات سببا رئيسيا.
وتعرف عدوى المستشفيات على أنها أمراض يصاب بها الأشخاص داخل المستشفيات والمرافق الصحية. و غالبا ما ينقل الطاقم الطبي من أطباء و ممرضين الجراثيم من مريض لأخر في غياب اتباع التدابير الوقائية التي تحول دون ذلك على غرار تطهير اليدين و الالتزام بجملة من التعليمات.
وتقول الدكتورة مسيد رئيسة وحدة النظافة الصحية بالمركز ألاستشفائي الجامعي بوهران أن المريض أحيانا يكون حاملا للجراثيم، حيث تؤدي تدني إمكانياته المناعية بسبب عملية جراحية أو حالة صحية متدهورة إلى تفاقم هذه الجراثيم وظهور أمراض جديدة.
وأضافت أن عدوى المستشفيات ليس مشكلا خاصا بالمؤسسات الاستشفائية الجزائرية إنما هو مشكل متواجد عبر جميع المستشفيات في البلدان الأكثر تطورا.
وتؤكد هذه الاخصائية التي تسهر على احترام التدابير الوقائية في 52 مصلحة التي يحصيها المركز الاستشفائي الجامعي بوهران، أنه " يستحيل القضاء على عدوى المستشفيات بشكل كامل، حيث يتمثل الهدف الأقصى من التدابير الوقائية في الحد منها".
في غياب إحصائيات دقيقة، يصعب تقدير مدى انتشار هذه الأمراض في مستشفيات الوطن. حيث يقول الأخصائيين أنها تنحصر بين 8 و 10 بالمئة في المستشفيات الجزائرية.
ويعتقد بعض الأخصائيين الذين فضلوا عدم الإفصاح عن هويتهم أن الأرقام الحقيقية حول تفشي عدوى المستشفيات الجزائرية "تفوق تلك المصرح بها".
وغالبا ما يتحدث مسؤولو المؤسسات الاستشفائية عن الإمكانيات والتدابير المتخذة لمحاربة عدوى المستشفيات، غير أن زيارة عابرة الى المؤسسات المستشفائية كفيلة بالبرهان أن هذه التدابير غير معمول بها.
وأول ما يلفت الانتباه في هذه المستشفيات هو عدد الأطباء و الممرضين الذين يتجولون داخل و حتى خارج المستشفى بالمآزر الطبية و أحيانا بالأطقم و الأحذية الخاصة بغرفة العمليات.
و يكفي الجلوس برهة أمام المركز الاستشفائي الجامعي "بن زرجب" أو المؤسسة الاستشفائية الجامعية "أول نوفمبر" بوهران للتأكد أن وجود الاطباء و الممرضين بالملابس الخاصة بالعمل كبير في محلات الأكل الخفيف و المقاهي.
ويقول مدير المؤسسة الاستشفائية لوهران الدكتور محمد منصوري أن هذا التصرف يعد "غير مسؤول" لأنه من عوامل نقل عدوى المستشفيات دون أدنى شك. و يشاطر مدير المركز الاستشفائي الجامعي لوهران حاج بوطواف هذا الرأي معتبرا أن المسؤولية في التقيد بالتدابير تقع على عاتق رؤساء المصالح.
تجنيد الإمكانيات غير مجدي في ظل عدم مبالاة العاملين
أجمع أغلب المسؤولين و الاختصاصيين الذين استجوبتهم وأج على القول بأن التدابير اللازمة لمحاربة عدوى المستشفيات معروفة و الإمكانيات لتفاديها مجندة، حيث تحول السلوكيات الغالبة لدى الأطقم الطبية دون ذلك.
ويقول السيد بوطواف أن المركز ألاستشفائي الجامعي يخصص ميزانية تتراوح بين 5 و 6 مليون دج لتطهير غرف العمليات.
كما يؤكد البروفيسور أحمد فواتيح رئيس مصلحة علم الأوبئة و الطب الوقائي بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران أن الإمكانيات لمحاربة عدوى المستشفيات ما عدى بعض النقائص العارضة، غالبا ما تكون متوفرة.
من جهتها، أفادت رئيسة مجلس محاربة عدوى المستشفيات التابع لمديرية الصحة و السكان المحلية الدكتورة خالد أنه يتم تنظيم حملات توعوية بصفة منتظمة بجميع المؤسسات الصحة الصغيرة و الكبيرة بالولاية أين يتم شرح أهمية احترام التدابير و النتائج التي يمكن ان تنجم إذا ما استغني عنها.
و يعتبر الأخصائيون أن الكرة في جهة الطاقم الطبي الذي يتوجب عليه التحلي بالانضباط فيما يخص احترام التدابير بداية من ابسطها كغسيل اليدين بين فحص طبي و آخر . و يقول الملاحظون انه لا يتم احترام أساسيات القواعد حيث لا تغسل اليدين و لا تغير ملابس العمل عند الخروج كما يدخل العاملون الى غرف العمليات و هم حاملون لهواتفهم النقالة التي تحمل الجراثيم و الأوبئة.
و لا تعتبر رئيسة وحدة الصحة الاستشفائية بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران أن الردع و تسليط العقوبات هو الحل لهذه المشكلة إنما ترى ان التحسيس والتوعية يمكن أن يعطيان نتائج أنجع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)