خاض الباحث والناقد السينمائي عدة شنتوف، تجربة السينما الجزائرية محللا وناقدا بتقديم نظرته حول المراحل التي مر بها الفن السابع في الجزائر، ومنح عشاق الشاشة الكبيرة فرصة التعرف عن قرب عن واقع السينما الجزائرية، حيث تتبع فصولها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا من خلال جملة الأعمال التي احتكت بها السينما مع جمهورها، وأرخت لأفلام، مخرجين، ممثلين ومبدعين لفترة تزيد عن 40 سنة.
فرض واقع السينما الجزائرية على الكاتب التطرق إلى العديد من النقاط السلبية انطلاقا من الإيجابيات التي سجلها الفن في بداياته مع عديد الأفلام، منها ”وقائع سنين الجمر”، ”الطاحونة”، ”القلعة” وغيرها من العناوين التي صنعت مخرجين بحجم الأخضر حمينة، عمار العسكري، مرزاق علواش، الأمين مرباح وآخرين.
وخاطب الأستاذ من خلال عمله شريحة الشباب بالدرجة الأولى الذي يجهل - حسبه - سينما بلده، فاختار بذلك إطلاع هذه الفئة المنتمية لجيل الاستقلال باستعراض ما قدمته السينما الجزائرية خلال عصرها الذهبي بين سنوات ال60 إلى غاية منتصف ال80 قبل أن تتدهور أحوالها، مسلطا الضوء على الأشواط التي قطعتها عروض الشاشة الكبيرة عبر فصول مؤلفه الخمسة، ركز في الأول منها على البداية الواعدة للسينما الجزائرية من 1964الى 1969 في ظل الهياكل السينمائية المتاحة وقتها، على غرار المركز السمعي البصري، ديوان الأحداث الجزائرية، المركز الوطني للسينما الجزائرية، متحف السينما وغيرها.
وركز في الفصل الثاني على العصر الذهبي للسينما الذي حدده الكاتب بين 1970-1979 مع موجة الأفلام الثورية، التي بقيت حاضرة حتى السبعينيات، وظهور السينما الجديدة التي صنع فيها فيلم ”عطلة المفتش الطاهر” أكبر نجاح تجاري في السينما الجزائرية، مرورا إلى فيلم القطيعة ”عمر ڤتلاتو” كما اصطلح عليها الكاتب، وصولا إلى الإنتاج المشترك بين التلفزة الجزائرية وديوان التجارة والصناعة السينمائية.
فيما ركز الفصل الثالث على بوادر النكسة السينمائية في فترة 1980-1989 وما صحبها بعدها من إعادة هيكلة للقطاع، والتي لم تمنعه من التقهقر بسبب الأزمة المالية. أما الفصل الرابع فشرّح سنوات الأزمة السينمائية الممتدة من 1990 إلى 1999 بالتركيز على وضع السينما وقتها وما آلت إليه الأفلام الوطنية التي ختمها عمل ”الطاكسي المخفي” حسب الناقد. واختتم الباحث مؤلفه بمرحلة ما بعد ال2000 إلى الوقت الراهن الذي لاتزال السينما تبحث فيه عن مخرج ونفس جديد مع إنشاء المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، والانطلاقة المحتشمة للأعمال الفنية مع العشرية السوداء التي تبقى علامة فاصلة في السينما الجزائرية.
تاريخ الإضافة : 11/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الطاوس
المصدر : www.al-fadjr.com