الجزائر

عجوز في السبعين تنافس مصانع التحويل



تعود الحاجة (ز) ذات 70 سنة من حي العقيد عثمان ( المدينة الجديدة ) بعين تموشنت مع بداية كل فصل خريف إلى بيتها محملة بكميات كبيرة من العنب تقدر بحوالي قنطار ونصف قنطار لتجففه على الأرض على الأرض بالمساحة المقابلة لمسكنها الواقع بنفس الحي فتحوله بطرق تقليدية إلى « زبيب « من النوع الرفيع باعتبار أن العنب الذي تقوم بجمعه من الحقول و المستثمرات الفلاحية من النوعية الرفيعة .حيث تخرج هذه السيدة العجوز من منزلها في حدود الساعة الحادية عشر صباحا حاملة معها قففا مملوءة بالعنب و تقوم ببسطه على الأرض بعد نزعه من الأغصان و يبقى تحت أشعة الشمس الحارة فيما تبقى في زاوية تحت الظل تراقب المارة و خاصة الأطفال لتمنعهم من الاقتراب من منتوجها أو أن يدوسوا عليه وفي نفس الوقت لا تبخل على أحد منهم عند السؤال بحفنة من الزبيب المجفف طبيعيا و خاصة المتمدرسين الذين يراقبونها من بعيد فنشاطها فريد بهذا الحي فالعجوز حافظت على عمل تقليدي لا تزال تمارسه رغم كبر سنها بهدوء و انضباط دون كلل أو ملل و هي على هذا الحال حتى الساعة الخامسة مساء لتغادر موقعها نحو مزلها
تبيع «الزبيب» ذو النوع الجيد
ب 100 دج للكلغ
وحسب ما ذكرته السيدة فإنها تقوم ببيع منتوجها من «الزبيب» بأسعار جد منخفضة للمواطنين وحتى أصحاب المحلات حيث لا يتعدى 100 دج للكلغ ليعاد بيعه بسعر لا يقل عن 250 دج للكلغ .و تتهافت العائلات على شرائه لجودته فهو طبيعي خالي من أي مواد حافظة حيث تقدمه بعض الأمهات بأبنائهن المتمدرسين لأنه يساعد على تقوية الذاكرة .
تملك زبائن أوفياء اعتادوا
على منتوجها الطبيعي
وقد أكدت السيد « للجمهورية « أنها لم تطلب أي دعم مادي لتحسين نشاطها وهي لا تفكر في فتح مؤسسة أو توظيف عمال أو الحصول على قرض مكتفية بجمع العنب من الحقول بوسائلها الخاصة حيث تقصد المستثمرات الفلاحية يوميا وعلى مدار عدة أسابيع لتشتري العنب المتبقي من الغلة التي تم جنيها من قبل أصحابها عبر الأقاليم الفلاحية المتواجدة بالقرب من مدينة عين تموشنت كتارقة والمالح .
تُحول القمح إلى «تشيشة» قبل حلول رمضان
وإذا كانت هذه السيدة تصنع الحدث بحي المدينة الجديدة بمادة العنب التي تحولها إلى زبيب طبيعي خلال فصل الخريف فإن المواسم الأخرى تطبعها أنشطة متعددة لا تخلو من الحيوية والعمل الذؤوب لسيدة في عقدها السابع حيث تقوم خلال فصل الشتاء بجمع السبانخ و الفول من الحقول لبيعه للتجار بالإضافة إلى قيامها رفقة زميلتها وصديقتها بشراء الزيتون من الحقول و تتكفل هي بقطفه ثم تحويله إلى زيت زيتون تبيعه أيضا للزبائنها الأوفياء لأنهم يدركون مدى جودته بالإضافة إلى التجار الذين يتهافتون عليه من داخل وخارج الولاية و تجمع كذلك القمح و تصنع منه مادة «التشيشة» تحضيرا لبيعه بمناسبة رمضان . هذه حياة سيدة عجوز تصنع كل موسم نشاط تقليدي خاص بها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)