الجزائر

عجب البلهاء.!



عجب البلهاء.!
في 10 ماي قالت لنا أحزاب التحالف: إما أن تنتخبوا لصالحنا وإلا جاءكم ''الناتو''! ولم نشاهد في التاريخ السياسي البشري حكما وأحزاب حكم يهددون الشعب الذي يحكمونه بأن يصوّت لصالحهم أو يقنبلونه بصواريخ الناتو؟! ومع ذلك لم يصوّت الشعب وقامت أحزاب الحكم بحمل الحكم على أن يصوّت لصالح هذه الأحزاب وحدها... وجاءت النتيجة مضحكة أكثر من الضحك الذي يثار الآن حول حكاية برقية ''ويكي ليكس'' التي تقول: إن مصالح الأمن الجزائرية هي التي أبلغت ''سكوتلندرياد'' عن مكان القذافي في بني وليد إثر مكالمة له مع الرئيس بوتفليقة يطلب فيها اللجوء السياسي.! البرقية مضحكة...إذ كيف لويكي ليكس أن يستمر في نشر برقيات سرية عن الأمريكان والبريطانيين دون إذنهم أو خارج إرادتهم.! لكن الأكثر طرافة في الموضوع أن عائشة القذافي هي التي تقوم بنفي ما نشره ويكي ليكس وليس الحكومة الجزائرية؟! ولا تتساءلوا من فضلكم عن السر الذي جعل عائشة القذافي تعرف عن الموضوع الويكليكسي هذا أكثر مما تعرف الحكومة الجزائرية التي قالت أنها لا تتحدث عن مثل هذا الموضوع لا بالنفي ولا بالإثبات... وكأن الأمر لايهم الجزائر ولا يهم الرأي العام؟! وهذا في حد ذاته صورة من صور البؤس الوطني للحكومة في التعامل مع قضايا الرأي العام، وهو ماجعل عائشة القذافي تتحول إلى ناطق رسمي باسم الحكومة الجزائرية في هذا الموضوع الحساس بالنسبة للرأي العام الوطني قبل الدولي. والمؤسف حقا أن ما نشر على لسان عائشة القذافي في صحيفتين جزائريتين وتناقلته الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات الخليجية، أساسا نشر في الصحيفتين كما أنزل من محرره الأساسي ولا يحتاج القارئ إلى كبير عناء لكشف البله الإعلامي والسياسي الذي يرمي إليه ناشر الخبر بهذه الصورة التعيسة؟! حالة الشغور الحكومي الذي تعيشه البلاد هو الذي أدى إلى هذه الحالة من سوء التسيير حتى لأبسط القضايا المتصلة بالرأي العام. فهل كان ''الشرفاء'' في الجزائر في حاجة إلى الإستعانة بعائشة القذافي لتدافع عنهم في هذا الموضوع وتلعب دور الناطق الرسمي باسم الشرفاء في الحكومة الجزائرية. والحال أن هؤلاء الشرفاء هم الذين طلبوا من عائشة القذافي فيما سبق بأن تلتزم الصمت؟! ألم يسأل هؤلاء ''الشرفاء'' أنفسهم كيف عرفت عائشة القذافي هذه الحقائق التي أعلنتها والحكومة الجزائرية لا تعرفها؟! إن البلاد أصبحت بالفعل في محنة في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة وأصبحت إعلاميا مضحكة مثلما هي سياسيا مضحكة وما زلنا نسمع ونشوف العجب من البلهاء؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)