الجزائر

عجايب•••


بعد الاعتدال الملحوظ في الطقس، قرر حماري الخروج من فرشته ليرى الحياة من جديد ورغم ذلك بقي همّه هو الكلام ومراقبة ما يحدث··ضرب ذيله الطويل يمينا وشمالا في شرفة البيت وفتح عينيه وصرخ·· كم جميلة هي الحياة بدون·· قاطعته ساخرا·· دع اليوم يمر بسلام، أنظر للأمور بإيجابية يا حماري··
نهق نهيقا قويا وقال·· سأصمت لو أجبتني على سؤالي، ترى لماذا كل نشرات أخبار العالم تأتي مفصلة بهموم الناس ومشاكل البلد وتفاصيل الحياة الحقيقية ونحن نشرة أخبارنا كلها ''شيتة'' وأخبارها على ما يرام، وكأننا نعيش في رخاء اقتصادي لا مثيل له وانفتاح سياسي وديمقراطي غير مسبوق؟
ضحكت منه وقلت·· تعطيني سؤالا تعجيزيا وتطلب مني الجواب؟
قال ساخرا، والأغرب من ذلك أخبار الصحافة المكتوبة غير مطابقة تماما للأخبار المصورة، وكأن الأولى تتكلم عن كوكب والثانية عن كوكب آخر؟
قلت·· أكتفي بما يكتب في ''الجرنان'' فهو على الأقل يحاول الوصول إلى تفاصيل الأشياء·
نهق وقال·· ومن لا يعرف القراءة، هل محكوم عليه بسماع أكاذيب اليتيمة؟
قلت·· من لا يقرأ في ''الجرنان'' يا حماري يقرأ من الحياة فهي المدرسة الحقيقية التي تعطيك الدروس والحقائق دون تزييف··
قال·· لماذا يستمر هؤلاء في استغبائنا؟
قلت ساخرا·· أنت من يستغبي نفسه·· هل أنت مجبر أن تسمع وتشاهد ما لا يعجبك؟
قال·· كل الناس يشاهدون نشرات أخبار بلدانهم·
قلت·· إذن لا تتذمر، هذه بلادك وهذه نشرتها وكفى الله المؤمنين شر القتال··
قال·· تريد أن تقول إن العيب فيّ؟
قلت ساخرا·· نعم فيك وفي كل من لا يصدق ما تقوله اليتيمة·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)