لئن اتـّصلت بالنـّصّ متصوّرا حدود وتعريفات فلسفيّة ولسانيّة وتداوليّة وإنشائيّة وسيمائيّة وسّعت مجاله وفتحت آفاقا معرفيّة أمام الباحثين فإنّ خطاب العتبات لمّا ينل حظـّه من الدّراسة في المباحث العربيّة الـّـتي كثيرا ما تتخطـّى العتبات وتعتبرها مكوّنا ثانويّا، رغم ما لها من أهمّية في بناء العلامة ورسم إستراتيجيّة القراءة. فالعتبات تعدّ أوّل العلامات الـّـتي تستقبل القارئ، وتثير اهتمامه وتوجّه أفق الـتـّوقـّع لديه، وتدفعه إلى البحث في علاقاتها بالنّصّ، نصّ يمثــّـل علـّة وجودها.
ومتى عدنا إلى مدخل "النّصّ الموازي" في القواميس وجدنا أنـّها ترجمة للكلمة الفرنسيّة (Paratexte) وهي تتكوّن من "Para" الـّـتي هي مــن المشتــرك اللغــويّ، وتعــني بجانــب، "à coté" وما يحيط بـالشيء "autour de" والقريب "près de" و(Texte) أصله في اللاتينيّة (Textus) يقترن بالنسيج أو بالأحرى بالخيوط المنسوجة، المتشابكة الـّـتي تصنع في تضافر عناصرها وتداخلها ضربا من النـّسيج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن حميد رضا
المصدر : الخطاب Volume 9, Numéro 18, Pages 13-52 2014-06-01