الجزائر

''عبد الهادي حافظ للقرآن ولم يكن مجنونا ''



''عبد الهادي حافظ للقرآن ولم يكن مجنونا ''
زارت ''الخبر'' عائلة أديب المفجوعة في وفاة ابنها عبد الهادي، 13 سنة، الذي انتحر مساء الأربعاء الماضي، قرب محيط المعهد الوطني لتكوين الإطارات الدينية بتيزي وزو، حيث كان يزاول تربصه من أجل الالتحاق بمنصب معلم قرآن.
عائلة عبد الهادي التي تقيم بدوار أولاد قادة ببلدية المامونية محافظة، حيث إن ثلاثة من أفرادها ينتمون للسلك الديني بدءا بالأخ الأكبر لعبد الهادي الذي تولى تربيته وتعليمه القرآن بمنطقة القبائل، حيث كان يشرف على إحدى الزوايا وشقيقه الثاني الذي هو إمام بولاية وهران. التقينا والده الذي وجدناه في حالة قنوط وحزن كبيرين بفعل ما وصفه ب''الإشاعات'' التي لاحقت ابنه بعد وفاته والتي خرجت لسوء الحظ في شكل تصريحات رسمية، تقول بأن المنتحر كان يعاني من اضطرابات عقلية والحقيقة غير ذلك يقول والده وأحد أشقائه، لأنه لو كان كذلك فإنه لا يعقل أن يتولى حفظ القرآن منذ سنة 1996 إلى 2001 ثم يزاول تدريس القرآن لبعض أبناء منطقة قوشاش ببومرداس بعد أدائه التزامات الخدمة الوطنية بوهران وعين الصفراء، قبل أن يشارك في المسابقة الوطنية للالتحاق بمنصب معلم قرآن، حيث نجح والتحق بالمعهد بتيزي وزو قبل أشهر.
وعلمنا من عائلة أديب أن ابنها عبد الهادي، الذي تزوج حديثا، لم يلتحق يوما بالمدرسة، بل زاول جميع تعليمه بزاوية شقيقه الحاج خليل، قبل أن يتفرغ لتعليم القرآن عند الخواص وإمامته للمصلين في بعض الأوقات ثم الدخول في المجال الرسمي للالتحاق بمنصب معلم قرآن عن طريق التوظيف العمومي.
وقد لحقت الإشاعات، تقول العائلة، قضية رحيل عبد الهادي بهذه الطريقة المأساوية، حيث إن بعض المسؤولين والأطراف التي لم تكلف نفسها عناء التنقل للعائلة لتقديم واجب العزاء والاستفسار عن ما يمكنه أن يكون دافعا لهذا الانتحار، راحت تخوض في حديث ومعلومات خاطئة.
وفي هذا الصدد، يقول الوالد إنها ''مغالطات تسعى لتشويه سمعة العائلة والسلك الديني، حيث راحوا يقولون بأن عبد الهادي انتحر بعد تعرضه لمرض عقلي وراحت جهات أخرى تقول بأن السبب هو المرض الذي كان يلازمه من قبل''.
ويتدخل شقيق المنتحر قائلا: ''أخي عبد الهادي أعقل بكثير من الجهات التي تروّج لهذه الإشاعات، بدليل أنه رافقه مطولا خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، حيث التقيا بمسكن العائلة وتبادلا أطراف الحديث وتوجها يوما إلى الطبيب من أجل العلاج ويوما آخر للحمام''.
ويعرف عن الفقيد خصاله الحميدة، حسب روايات بعض زملائه ورفاق دربه وتلامذته الذين أشرف على تدريسهم وكذا زملائه في المعهد.
ويذكر أن عبد الهادي، وضع حدا لحياته شنقا، نهاية الأسبوع الماضي، عند محيط المعهد لأسباب تظل مجهولة، وقال عنها أفراد العائلة بأنها قد ترجع للضغط الكبير الذي واجهه شقيقهم في المدة الأخيرة وتراكم الدروس والمواد، خاصة أنه لم يلتحق بالمقاعد الدراسية الأساسية من قبل ما يصعب عليه مواكبة الدروس''.
وختم الوالد بالقول: ''حسبي الله ونعم الوكيل في من يروّج الإشاعات المغرضة ضد ابني الموجود حاليا عند مولاه''.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)