عبد السلام عمار: “فرنسا الاشتراكية تدير ظهرها للقضية الصحراوية" قال إن بعثة المينورسو تشجع على انتهاكات المغرب بالتغاضي عنها

اتهم رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، عبد السلام عمار، فرنسا الاشتراكية بأنها أدارت ظهرها للقضية الصحراوية رغم تعاطفها الكبير معها قبيل تربع الحزب الاشتراكي على مقاليد الحكم، وعبّر عن خيبة أمل الصحراويين الذين اكتشفوا امتداد العداء الفرنسي في حقبة ساركوزي إلى هولاند، في وقت تمادت فيه انتهاكات المغرب لدرجة تلفيق تهم لمدنيين ومحاكمتهم عسكريا تحت أنظار بعثة المينورسو التي اكتفت بدور حفظ السلام.
انتقد عمار في ندوة صحفية أمس بالجزائر العاصمة، الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية، ودعمه المتواصل للمغرب رغم جملة الممارسات القمعية التي ترتكبها المملكة، مشيرا إلى أن الحزب الاشتراكي لطالما تعاطف مع القضية لكنه أضحى صورة طبق الأصل عن غريمه اليمين، وأوضح أن ”الاحتلال المغربي يواصل سياسته المنتهكة لحقوق الإنسان”، حيث يقوم بقمع المظاهرات بطريقة عنيفة ويلجأ إلى استهداف بعض الأشخاص وطعنهم بالخناجر ورميهم في الشوارع.
وعاب المتحدث على بعثة المينورسو الأممية اقتصار عملها على تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية لتقرير مصير الشعب الصحراوي، وحفظ السلام ومراقبة تحركات القوات المتواجدة في الصحراء الغربية من الجيش المغربي والجيش الصحراوي تحت قيادة جبهة البوليساريو فقط، قائلا إنها ليس لديها صلاحية لمراقبة حقوق الإنسان ”وهذا ظلم للصحراويين، معتبرا أن الأمر تشجيع للانتهاكات، والأمم المتحدة تقوم بتشجيع ميكانيزماتها حيث 35 منها لا تفي بالغرض و”لا يمكننا التواصل مع هذه الميكانيزمات ولهذا يجب إيفاد لجان تحقيق ومنظمات حقوقية للنظر في وضع الصحراويين الذين يتعرضون لأبشع طرق التعذيب والقمع من طرف النظام المغربي”.
وجدد رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين مطالبة المغرب بإلغاء الأحكام الصادرة في حق السجناء الصحراويين وإطلاق سراحهم، قائلا إنهم نشطاء ومناضلون مسالمون شاركوا في مظاهرات سلمية عرفها مخيم اكديم ايزيك في الأراضي الصحراوية المحتلة عام 2010 تنديدا بسياسة الاحتلال المغربي الذي عاث في الأرض فسادا”. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى ”التدخل لإلغاء الأحكام الصادرة ضد السجناء التي نددت بها عدة منظمات دولية، كما أن المحاكمة غير شرعية لأن الصحراويين المدنيين حوكموا في محكمة عسكرية”، مطالبا بإجراء تحقيق حول التعذيب الذي تعرض له هؤلاء السجناء ”طيلة الاحتجاز بسجن الرباط من تعذيب وعنف جنسي من أجل الإدلاء بتصريحات سياسية” وبتحقيق أيضا بسبب التدخل العسكري ضد آلاف المواطنين الذين كانوا يطالبون بحقوقهم بعد صدور هذه الأحكام.
واعتبر عمار عبد السلام أن الحرب في مالي أثرت وستؤثر على كامل منطقة الساحل بما فيها الصحراء الغربية، مشيرا إلى مضاعفاتها وانعكاساتها على جميع الدول المحاذية لها خاصة بعد خروج عدد كبير من اللاجئين الماليين.
ودعا إلى ضرورة استمرار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب بالشكل المقبول والصحيح وليس ظاهريا فقط، كما يجب إيجاد الحلول المشروعة التي يمكنها تعجيل تحقيق حلم تقرير المصير.
وبلغة الأرقام تحدث عبد السلام عن 651 مفقود و4500 حالة اختفاء قسري من بينهم 151 مقاتل صحراوي و1300 أسير.